من أكادير: ادريس لشكر يتحدث عن دينامية الحزب ونضالاته بسوس والتغول الحكومي والاستعداد للمرحلة المقبلة

أنوار بريس الإثنين 30 يونيو 2025 - 12:41 l عدد الزيارات : 5768

ترأس الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاستاذ ادريس لشكر، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السابع للحزب بأكادير المنعقد تحت شعار “العدالة الاجتماعية والمجالية مدخل لتنمية إقليميةحقيقية “، وذلك يوم الاحد 29 يونيو 2025.

وأكد الاستاذ لشكر في كلمته، أن نبات أرض سوس رمز للنضال والمناضلين والوطنيين الذين قدموا الشيء  الكثير من أجل استقلال الوطن، وعملوا من أجل تحريره من الاستعمار الأجنبي وضحوا بالغالي والنفيس، و كذلك من أجل وحدته عند انطلاق مسيرته الوحدة. وأضاف الاستاذ لشكر، أن هذه المدينة لا تاريخيا ولا جغرافيا بالأمس كانت تُنعت بجنوب المغرب الكل كان يعتبرها مدخلا للجنوب، أما اليوم فقد تحولت إلى وسط المغرب ومركزه”.

أهمية مدينة أكادير وتاريخها النضالي

وتابع الاستاذ لشكر، أن أهل سوس معروفين بكرمهم وكانوا خير سفراء لثقافة سوس وأهلها في شتى ربوع الوطن من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. مشددا على أن المنطقة عانت في سنوات خلت من المجاعة وقلة الفرص مما تهبب في هجرة العديد من أبنائها بحثا عن العيش ومستقبل أفضل، وكان الناس يبذلون مجهودا كبيرا من أجل العيش ومن أجل الحق في الحياة.

وأشار الاستاذ لشكر، إلى أن سوس تحظى بموقع جغرافي متميز وبنية تحتية مرموقة من بحر وفنادق سياحية، والربط الطرقي ووصول القطار السريع في المرحلة المقبلة، ومن حق أهل سوس أن يفخروا بمنطقتهم رغم الضربات الموجعة التي تلقتها المنطقة عبر  التاريخ الحديث سواء الزلزال أو كوفيد أو الجفاف.

وأضاف الاستاذ لشكر: لنا أن نفخر أن تكون مدينة أكادير من ضمن مدننا التي تحظى بعناية فائقة و بتدبير وإدارة جيدة، هي مدينة المدخل إلى سوس برمته، المعبر إلى الصحراء، المعبر لإفريقيا، هي المنطلق لوحدة يجب أن نعتز بها لأن المغرب حقق وحدة بلاده في الوقت الذي كانت فيه كل دول العالم تعرف تشتتا وتشرذما وتفتيتا، ولم يكن سهلا وقتها في 1975 حين انطلاق “المسيرة الخضراء” في إطار التوازنات التي كانت تعرفها المنطقة حتى التخيل أو التنبؤ بأن هذا النضال من أجل الوحدة سيكون ممكنا خلال هذه المراحل، لأن العداء الذي كان طرفا فيه الجيران القريبين أولا، وكذا العداء الذي كان يملى من طرف قوى القطبية التي كانت تقتسم العالم ما بين عالم نظام الحزب الوحيد أي الرؤية الشمولية من جهة والعالم الغربي من جهة أخرى ونحن كنا ضحية.”

دور أهل سوس في تأسيس الاتحاد الاشتراكي

وشدد الاستاذ لشكر، أنه ينبغي الاعتراف أن تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قبل تغيير اسمه إلى الاتحاد الاشتراكي، أن مؤسسوه هم أهل سوس. مؤكدا أن بعضهم يقول أن الاتحاد تأسس من طرف الطبقة العاملة، وأن الاتحاد تأسس من فروع بقايا جيش تحرير والمقاومة المسلحة الذين كانوا يتعرضون بعد الاستقلال للقمع والضغط، كما أن الاتحاد تأسس كذلك من النخب الشابة والمثقفة داخل الحركة الوطنية، والتي كانت عبر المشاكل التي كانت داخل حزب استقلال وقتها وأدت إلى الانفصال، كل هذه العوامل الثلاثة يمكن أن نزيد عليها عاملا أساسيا ساهم في تأسيس الاتحاد وهو أن أهل سوس عبر التاريخ اختاروا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دون بقية الأحزاب.

وأكد الاستاذ لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انخرط في تدبير الشأن العام بأكادير، إيمانا منه بأهمية تتبع تنفيذ المشروع الملكي، الذي يُجسد التقاء واضحا مع اختياراتنا السياسية والاجتماعية، مشددا على أن الحق في المدينة لم يعد ترفا نظريا، بل أصبح مطلبا نضاليا يلزمنا كما يلزمنا الدفاع عن سكن كريم تحترم فيه خصوصيات الأسرة المغربية.

وذكر الكاتب الأول، بتجربة حزب الاتحاد الاشتراكي في إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بأكادير خلال مرحلة التدبير الاتحادي والتي تظل شاهدة على توجهنا الواضح المتمثل في لا للفقر المُقنّع، لا للتهجير القسري، نعم لإعادة الإيواء في ذات المجال الجغرافي وبكرامة. مضيفا أن الاتحاديون والاتحاديات بأكادير قدموا الشيء الكثير وقاموا بعملهم بكل مسؤولية وجدية في الدفاع عن حقوق الساكنة والاجابة عن تطلعاتها وانتظاراتها بتدبير كل الملفات المتعلقة بالسكن ومحاربة الفقر والتسيير اليومي القريب من المواطن، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اختار الوقوف إلى جانب المواطن بعيدا عن التموقع والتسابق ومتجردا من كل الانانيات التي طغت على المشهد.

وأكد الاستاذ لشكر، أن الاتحاد الاشتراكي، بنفس وانبعاث جديد، بعيدا عن ما يتم الترويج له، فالحزب يعيش دينامية تنظيمية حقيقية ومسؤولة ويتوجه إلى المستقبل بكل أمل وتفاؤل، مضيفا أن 6 أو 7 أحزاب انشقت عن الحزب وخرجت تدعي أنها ستشكل البديل للاتحاد الاشتراكي، وأن ما بقي في الاتحاد فاسد، وأنه هو من يملك الحقيقة، وأنه هو الملاك والباقي شياطين، سرعان ما اصطدمت بالواقع الحي والصعب، وفشلت في مشروعها وخطابها التي روجت له.

وشدد الاستاذ لشكر، ” لنانعتز بأننا كنا من السباقين للمطالبة بإنجاز محطة تحلية المياه منذ بداية الألفية، وها نحن اليوم نراها تُنقذ الإقليم من العطش، مما يؤكد رؤيتنا الاستباقية. كما أنه لا يمكن الإستمرار في الترويج لأكادير كوجهة سياحية بمنتوج وحيد، الشمس والبحر بل يجب التفكير في صناعة ثقافية على اعتبارها عاصمة الثقافة الأمازيغية وبوابة المغرب نحو الصحراء.”

وسجل الاستاذ لشكر، على أن بلادنا مقبلة على تظاهرات عالمية وقارية كبرى وأوراش استراتيجية يجب الانخراط فيها، وبالتالي تبرز دور مدينة أكادير كوسط المغرب وكنافذة لدخولنا إلى إفريقيا وكنافذة في ارتباطنا بغرب القارة الأمريكية. كما أن ميناء الداخلة الاطلسي سيلعب أدوارا أساسية وحيوية داخل القارة الافريقية وفي التجارة العالمية بين الشمال والجنوب. مشيرا أن بلادنا تعتبر نموذجا في الامن والاستقرار والتنمية.

وشدد الاستاذ لشكر، على أن قضية الصحراء المغربية كانت وستظل مركزية في خطابنا السياسي وأدبياتنا النضالية وبوصلة علاقاتنا الخارجية في إطار الديبلوماسية الحزبية، وأن بلادنا حققت مكاسب ديبلوماسية كبرى لصالح وحدتنا الترابية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

وأشار الاستاذ لشكر، إلى أن الحكومة بأغلبتها الواسعة تتحمل كامل المسؤولية في تدبير الشأن العام والاختلالات المرصودة، موضحا أننا في المعارضة نقوم بكامل أدوارنا بكل مسؤولية وجدية وقدمنا العديد من المبادرات والاقتراحات، رغم التغول الحاصل خاصة في جلسات المسائلة والاسئلة الشفوية لمراقبة العمل الحكومي وقلة الحيز الزمني.

المستقبل السياسي والمرحلة المقبلة

وخلص الاستاذ لشكر، متوجها إلى كل المؤتمرات والمؤتمرين، أنه لابد من البحث عن النخب السياسية الصادقة التي ستقود المغرب لما بعد سنة 2030 فالزمن السياسي اليوم هو غير الزمن السياسي بالأمس، لأن الزمن السياسي اليوم صارت فيه الدقيقة الواحدة لها الأثر الكبير على أي مجتمع، وبالتالي في إطار الزمن السياسي للاستحقاقات المقبلة، فيجب من الآن أن تحظى بالنقاش والحوار من أجل التحضير الجيد لها وتكون اقتراحات فيما يتعلق باختيار أحسن المرشحين.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 16:31

مجلس حكومي الخميس لتدارس مشروعي قانونين يهمان تنظيم الصحافة والصحافيين المهنيين

الإثنين 30 يونيو 2025 - 16:15

المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان تشارك بجنيف في أشغال الدورة 59 لمجلس حقوق الإنسان

الإثنين 30 يونيو 2025 - 16:13

موجة حر مع الشركي من الاثنين إلى الجمعة بعدد من مناطق المملكة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 13:02

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء سلبي

error: