‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬حياة،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يسلمها‮!‬

أنوار بريس الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:21 l عدد الزيارات : 5876

لا‭ ‬يحتاج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬حزب‭ ‬حقيقي‭ ‬منذور‭ ‬لمهمة‭ ‬تاريخية،‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬حياة،‭ ‬تثبت‭ ‬جدارته‭ ‬بالوجود،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وقد‭ ‬أنجبته‭ ‬الوطنية‭ ‬وكان‭ ‬ابنا‭ ‬للتاريخ،‭ ‬وثمرة‭ ‬الالتزام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الكوني‮..‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬أمام‭ ‬الاتحاد‭ ‬منذ‭ ‬ميلاده‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬دينامية‭ ‬التحرر‭ ‬والاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الديموقراطية‭ ‬وقيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬ليثبت‭ ‬جدارته‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والساطعة‮.‬
واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬ذلك،‭ ‬بدون‭ ‬منٍّ‭ ‬ولا‭ ‬امتنان‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة‮..‬
وكان‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬خصوم‭ ‬ألدّاء‭ ‬متمرّسون‭ ‬في‭ ‬التربص‭ ‬به،‭ ‬لم‭ ‬يتركوا‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬القتل‭ ‬إلا‭ ‬وجربوها‭: ‬الاغتيال،‭ ‬الإعدامات،‭ ‬المنافي،‭ ‬التشريد،‭ ‬والحرب‭ ‬الأيديولوجية،‭ ‬والتضليل،‭ ‬والتغليط،‭ ‬والتكفير‭. ‬مرات‭ ‬عديدة،‭ ‬اتخذ‭ ‬خصومه‭ ‬القرار‭ ‬بإنهاء‭ ‬حياته،‭ ‬لكنهم‭ ‬فشلوا،‭ ‬لأن‭ ‬حاضنته‭ ‬الشعبية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬تضمن‭ ‬استمراره‭ ‬ووجوده‭. ‬
فقد‭ ‬جربوا‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة،‭ ‬لكنه‭ ‬ظل‭ ‬واقفا،‭ ‬صلبا،‭ ‬يواجه‭ ‬العواصف‭ ‬والأعاصير،‭ ‬يواجه‭ ‬المؤامرات‭ ‬والضربات،‭ ‬يواجه‭ ‬حملات‭ ‬الاجتثاث،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نلخص‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬حزب‭ ‬ثبت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الإبادة،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬السياسية‭ ‬القليلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الثالث،‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلالات‭ ‬الوطنية‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬قيادته‭ ‬إلى‭ ‬التصفية‭ ‬وقاعدته‭ ‬للإبادة‮..‬
وظل‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬معركة‭ ‬وجوده‭ ‬تستوجب‭ ‬الصمود،‭ ‬بل‭ ‬استبطن‭ ‬في‭ ‬قناعاته‭ ‬وفي‭ ‬حمضه‭ ‬النووي‭ ‬الإيديولوجي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تاريخ‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬تاريخ‭ ‬قمعه‮..‬
وعلى‭ ‬قاعدة‭ ‬محاولات‭ ‬اجتثاثه‭ ‬كان‭ ‬يحدد‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬الحلفاء‭ ‬من‭ ‬الخصوم‭ ‬والمنصفين‭ ‬من‭ ‬الناقمين‮..‬
‭ ‬الاتحاد‭ ‬أيضا‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬ذاتي‭ ‬وداخلي‭ ‬لاعتبارات،‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬المزايدة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬مرحلة،‭ ‬على‭ ‬قياداته‮.:‬‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الفقيد‭ ‬الكبير‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬بوعبيد‭ ‬ومهاجمته‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أبنائه‭ ‬ومجايليه،‭ ‬وصلت‭ ‬حدا‭ ‬لا‮ ‬يوصف‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬والتجريح‮.‬‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للتذكير‭ ‬بذلك‮.‬
حدث‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬السي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي،‭ ‬والأرشيف‭ ‬الأخلاقي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬التنظيم‭ ‬ممن‭ ‬غادروا‭ ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬يواجه‭ ‬الأمواج‭ ‬العاتية‭ ‬و جيوب مقاومة‭ ‬التغيير‭ ‬‮..‬
حدث‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الفقيد‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬الراضي‭ ‬وقبله‭ ‬محمد‭ ‬اليازغي،‭ ‬‮…‬‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬ذلك‭ ‬مستمرا‭ ‬بشكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬المتغيرة‭ ‬والمتطورة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬ثابت‭ ‬فيها‭ ‬سوى‭ ‬استهداف‭ ‬وجوده‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬جدارته‭ ‬النضالية‭ ‬حينا،‭ ‬وفي‭ ‬اتهامه‭ ‬بالتمخزن‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬المهام‭ ‬التاريخية‮.‬‭ ‬أو‭ ‬بالموت‭ ‬في‭ ‬النهاية‮.‬
أحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬كانت‭ ‬الصدمات‭ ‬الداخلية‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬مخططات‭ ‬الاستهداف‭ ‬الخارجية‭ ‬وبل‭ ‬تلتقي‭ ‬معها،‭ ‬لقاء‭ ‬موضوعيا،‭ ‬يثير‭ ‬الحيرة‭ ‬ويسبب‭ ‬الشك،‭ ‬ولكنه‭ ‬هجوم‭ ‬كان‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬لحمته‭ ‬الداخلية‭ ‬ويشد‭ ‬القابضين‭ ‬على‭ ‬الجمر‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‮..‬
وليس‭ ‬سرا،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬الأستاذ‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬في‭ ‬أكادير،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬أن‭ ‬الانشقاقات‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬الحزب،‭ ‬كانت‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬إضعافه‭ ‬وإنهاكه،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لأسباب‭ ‬موضوعية‭ ‬أو‭ ‬ذاتية،‭ ‬بسبب‭ ‬التقدير‭ ‬السياسي‭ ‬المختلف‭ ‬حينا‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬التطاحن‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التنظيمية‭ ‬وسلطة‭ ‬التمثيل‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬تدبير‭ ‬الطموحات‭ ‬الانتخابية‭ ‬أحيانا‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬لأجل‭ ‬اعتبارات‭ ‬أيديولوجية‮..‬
‭ ‬كان‭ ‬البأس‭ ‬الاتحادي‭ ‬الاتحادي‭ ‬شديدا،‭ ‬‮..‬هذه‭ ‬حقائق،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للعاقل‭ ‬المناضل‭ ‬والملتزم‭ ‬أن‭ ‬يغفل‭ ‬عنها،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬يجعلها‭ ‬قاعدة‭ ‬لإعلان‭ ‬الموت‭ ‬الجماعي‮.‬،‭ ‬اليوم،‭ ‬تحتفظ‭ ‬ذاكرة‭ ‬البلاد‭ ‬كما‭ ‬ذاكرة‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والتاريخ‭ ‬الرسمي‭ ‬للوطن‭ ‬نفسه،‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬الصعب،‭ ‬والسؤال‮.‬‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه:لماذا‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬دوما‭ ‬هدفا‭ ‬للاغتيال‭ ‬الرمزي،‭ ‬محاولة‭ ‬الإقصاء‭ ‬والاجتثاث؟‮:‬
أولا،‭ ‬لشرعيته‭ ‬الوطنية،‭ ‬ثانيا،‭ ‬لشرعيته‭ ‬النضالية،‭ ‬وثالثا،‭ ‬لالتزامه‭ ‬بسيادة‭ ‬الديموقراطية‭ ‬والشعب‭ ‬‮..‬‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التكالب‭ ‬المدجج‭ ‬بالقمع‭ ‬والشراسة‭ ‬ومحاولات‭ ‬الاغتيال‭ ‬الرمزي‮ ‬والمعنوي‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تنفع‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة،‭ ‬وقدرته‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والتشبث‭ ‬بهاته‭ ‬الهوية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬الحزبي،‭ ‬وتمنيع‭ ‬نفسه‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬التنميط‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬لحظات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المغرب‮…‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬حفاظه‭ ‬على‭ ‬امتداده‭ ‬في‭ ‬الزمن،‭ ‬‮(‬نحن‭ ‬نستعد‭ ‬للاحتفال‭ ‬اللائق‭ ‬بالذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الاستثنائي‭ ‬للميلاد‭ ‬الجديد‮)‬‭ ‬،‭ ‬وامتداده‭ ‬الجغرافي،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الوطنية،‭ ‬وامتداده‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الخارطة‭ ‬البشرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬حيث‭ ‬تجد‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭ ‬والطبقات‭ ‬والقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬مكانها‭ ‬في‭ ‬تنظيماته‭ ‬وفي‭ ‬مستويات‭ ‬القرار‭ ‬فيه،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تنظيماته‭ ‬السوسيو‭-‬مهنية،‭ ‬وللاتحاد،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الطيف‭ ‬الحزبي،‭ ‬حضور‭ ‬لا‭ ‬يضاهي‭ ‬في‭ ‬المحفل‭ ‬التقدمي‭ ‬الدولي،‭ ‬وسواء‭ ‬كحزب‭ ‬أو‭ ‬شبيبة‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭ ‬نسائية،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يجهل‭ ‬بأن‭ ‬الذي‭ ‬يتحقق‭ ‬اليوم‭ ‬دوليا‭ ‬من‭ ‬اختراقات‭ ( ‬الأممية‭ ‬الاشتراكية،‭ ‬التحالف‭ ‬التقدمي،‭ ‬الكوبال‭”‬COPPPAL‭”‬،‭ ‬التحالف‭ ‬الديموقراطي‭ ‬العربي،‭ ‬اليوزي،‭ ‬الأممية‭ ‬الاشتراكية‭ ‬للنساء،‭ ‬اللجنة‭ ‬الاشتراكية‭ ‬الإفريقية‭ )‬،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬السياسي‭…‬
ولعل‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬هو‭ ‬حفاظ‭ ‬الاتحاد‭ ‬على‭ ‬قدرته‭ ‬الإصلاحية‭ ‬وتنشيطها‭ ‬وتجديدها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬وطنية‭ ‬تستوجب‭ ‬الصدق‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬الممارسة،‭ ‬ولعله‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وسط‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي،‭ ‬الذي‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬ويرافع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجويد‭ ‬الترسانات‭ ‬الدستورية‭ ‬والسياسية‭ ‬للبلاد،‭ ‬ويحرِّض‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬الأدوار‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬أدوار‭ ‬المثقفين‭ ‬والباحثين‭ ‬والخبراء‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬المغرب‭ ‬الجديد‭ ‬واستكمال‭ ‬المجهود‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬تدشينه‭ ‬منذ‭ ‬ميلاده،‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬التجريبية‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬تكرر‭ ‬نفس‭ ‬المشاهد،‭ ‬وتهدر‭ ‬الطاقات،‭ ‬ولا‭ ‬تنفتح‭ ‬على‭ ‬الجغرافيات‭ ‬السكانية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مغرب‭ ‬التحولات‭ ‬الكبرى‮..‬
هذه‭ ‬هي‭ ‬معايير‭ ‬التقييم الموضوعي‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬تكون‭ ‬الأحكام‭ ‬المنصفة‮.‬‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬نغفل‭ ‬منعرجات‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وأعطابه‭ ‬وتعثراته،‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يصيب‭ ‬الحركة‭ ‬الاتحادية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬شظاياه‭ ‬أو‭ ‬يطالها‭ ‬من‭ ‬أمراضه‭ ‬ونزواته،‭ ‬ولا‭ ‬تأثره‭ ‬بالمحيط‭ ‬الذي‭ ‬يتطور‭ ‬فيه‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬وجوده،‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬التنافسية‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬غير‭ ‬الشريفة،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تتكرس‭ ‬مع‭ ‬المال‭ ‬والشعبوية‭ ‬و«التزوير‭ ‬المشروع‮«‬‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭… ‬وهو‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الضحايا،‭ ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‮.‬
إننا‭ ‬وعندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬التهجمات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الاتحاد،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزوايا،‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬مناضلاتنا‭ ‬ومناضلينا‭ ‬أن‭ ‬يدافعوا‭ ‬عن‭ ‬وجودهم،‭ ‬وأن‭ ‬يشكوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التزامن‭ ‬بين‭ ‬التهجمات‭ ‬غير‭ ‬المنصفة،‭ ‬والاستحقاقات‭ ‬الداخلية‭ ‬‮(‬‭ ‬المؤتمر‭ ‬‮)‬‭ ‬والخارجية‭ ‬‮(‬‭ ‬الانتخابات‮)‬‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬‮.‬‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬سواتر‭ ‬من‭ ‬دخان‭ ‬للمناضلين‭ ‬تشغلهم‭ ‬بغير‭ ‬الأسئلة‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬منهم‭ ‬كل‭ ‬الجهد‭ ‬الفكري‭ ‬والجسدي‭.‬
‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الفقيد‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬الراضي،‭ ‬المؤسس،‭ ‬الذي‭ ‬جايل‭ ‬كل‭ ‬القادة،‭ ‬الشهيد‭ ‬والفقيد‭ ‬والقتيل‭ ‬والمختطف،‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬متواجدا‭ ‬في‭ ‬حزبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لبى‭ ‬نداء‭ ‬ربه‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‮(‬‭ ‬سنتين‭ ‬فقط‭ ‬للتذكير‮)‬‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬حذرنا‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬الانتحار‭ ‬الجماعي،‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الرغبة‭ ‬الدفينة‭ ‬في‭ ‬التوجه‭ ‬جماعات‭ ‬إلي‮ ‬الهاوية،‭ ‬وبعضنا‭ ‬يعتقد‭ ‬بأننا‭ ‬نمارس‭ ‬فعلا‭ ‬سياديا‭ ‬ونمارس‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬الوعي‭ ‬الكامل‮.‬‭ ‬لقد‭ ‬رأى‭ ‬بعينه‭ ‬الصادقة‭ ‬تلك‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الانتحار‭ ‬الجماعي،‭ ‬وساند‭ ‬وعضد‭ ‬ورافق‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬والقيمة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬هذا‭ ‬الزحف‭ ‬شبه‭ ‬الإرادي‭ ‬نحو‭ ‬الجرف‭ ‬الهاري‭ ‬والدعوات‭ ‬التي‭ ‬تعلله‮.‬
‭ ‬وختاما،‭ ‬لم‭ ‬يفقد‭ ‬الاتحاديات‭ ‬والاتحاديون‭ ‬حرارتهم‭ ‬النضالية،‭ ‬ولا‭ ‬قوتهم‭ ‬الحيوية،‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬يواصلون‭ ‬الصراع،‭ ‬في‮ ‬ظروف‭ ‬مناهضة‭ ‬تماما‭ ‬للسياسة‭ ‬والفعل‭ ‬المواطن‭ ‬والتطوع،‭ ‬لا‭ ‬تخفيهم‭ ‬انتصارات‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬للتقدم‭ ‬والديموقراطية‭ ‬وكل‭ ‬شعاراتها،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تثبط‭ ‬عزائمهم‭ ‬الصادقة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القيام‭ ‬بالمهام‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ورثوها‭ ‬عن‭ ‬قادتهم‭ ‬وشهدائهم‭ ‬وعن‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬المخلصين‮..‬‭ ‬وما‭ ‬بدلوا‭ ‬تبديلا‮.‬
صامدون،‭ ‬وحي‭ ‬على‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وعلى‭ ‬الإصلاح‮!‬
وليكن‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الجميع،‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شهادة‭ ‬حياة،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يسلمها‮!‬‭ ‬

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 23:05

حزب الاتحاد الاشتراكي يطرح مقترح قانون لتجريم الإثراء غير المشروع: معركة تشريعية ضد الفساد

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:33

حاجيات تمويل الخزينة بـ 44,6 مليار درهم عند متم ماي 2025

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 22:28

جمعية الشعلة: موسم التخييم 2025 يفتح أبوابه في ربوع المملكة

الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 19:53

النسخة الـ20 من موازين استقطبت أكثر من 3,75 مليون عاشق للموسيقى…

error: