منتجع “أكلمام أزكزا” بخنيفرة يحتفل بتجديد اعتماده لشارة “اللواء الأزرق” ضمن المواقع ال 27 الحائزة عليها صيف 2024

أحمد بيضي الأربعاء 2 يوليو 2025 - 22:34 l عدد الزيارات : 4429
  • أحمد بيضي

شهد منتجع أكلمام أزكزا، بإقليم خنيفرة، صباح يوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، احتفالا رسميا بإعادة اعتماد شارة “اللواء الأزرق” البيئية المرموقة، في إطار استمرار التميز الذي يعرفه هذا الفضاء الطبيعي الفريد بالإقليم، ضمن قائمة 27 شاطئا وموقعا حصل على الشارة خلال صيف 2024، ويأتي تجديد الاعتماد هذا العام للمواقع ال 27 ليعكس استمرار الجهود المبذولة من قبل الجماعات الترابية، والمؤسسات الشريكة، والنسيج الجمعوي، لضمان استيفاء المعايير الدولية ذات الصلة بجودة المياه، والسلامة، وحماية التنوع البيولوجي، وتدبير المواقع الطبيعية.

الاحتفال، الذي نظم في أجواء احتفالية مفعمة بالرمزية البيئية، عرف حضور عامل إقليم خنيفرة، محمد عادل إهوران، إلى جانب الكاتب العام للعمالة، رئيس الشؤون الداخلية، رئيس جماعة أكلمام، وعدد من المنتخبين، ورؤساء المصالح العسكرية والأمنية، وممثلي المصالح الخارجية، وثلة من الفاعلين المدنيين والبيئيين، الذين استقبلوا بعروض فولكلورية أمازيغية، قبل توجه الجميع إلى قلب فضاء بحيرة المنتجع لرفع شارة “اللواء الأزرق” رسميا، إيذانا بتجديد الثقة في هذا الموقع كفضاء بيئي وسياحي يستوفي الشروط العالمية.

وعقب لحظة رفع اللواء، قدم المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات شروحات دقيقة حول الشروط والمعايير التي يتطلبها الحفاظ على هذه الشارة، والتي تشمل، إلى جانب جودة المياه والنظافة، توفير شروط الإنقاذ والسلامة الصحية والبيئية للزوار، وتفعيل برامج التربية البيئية، وتوسيع انخراط الساكنة المحلية، فيما لم يفت ذات المسؤول الغابوي استعراض ما يلزم الزوار من شروط ونصائح تنص عليها “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة”، للحفاظ على المنتجع الذي ما يزال يعانق القيم الكونية للطبيعة وحق الأجيال القادمة في بيئة سليمة.

وبالمناسبة، قدمت “تعاونية أساراك الأطلس للسياحة الإيكولوجية” عرضا حول تجربتها الرائدة في التوفيق بين السياحة البيئية والتنمية المحلية، من خلال مشاريع المنتزه الوطني لخنيفرة، مؤكدة أهمية تثمين الموروث الطبيعي والثقافي والتاريخي للمنطقة، والتعريف به وبأدواره الإيكولوجية والبيولوجية، مع تأكيد التزامها بحمايته وتعزيزه، وأشارت التعاونية بالتالي إلى استفادتها من دعم وكالة التعاون الألماني، وعملها على تطوير أدوات الاشتغال وتحقيق الأثر البيئي والاجتماعي المطلوب.

كما شهد الحفل مشاركة عدد من الجمعيات والتعاونيات الفاعلة بالمنطقة، التي جددت من جهتها الدعوة إلى المحافظة على المكتسبات البيئية المرتبطة بشارة “اللواء الأزرق”، والتأكيد على التزامات واضحة، منها احترام جودة المياه، توفير خدمات الإنقاذ، اعتماد النظافة البيئية بأساليب حديثة، وتفعيل أنشطة التحسيس والترفيه البيئي، فضلا عن إشراك المجتمع المحلي في تدبير وحماية الموقع، فيما تم التنويه بالمسبح العائم بالبحيرة، الذي يرتقب إطلاقه خلال شهر يوليوز الجاري كإضافة نوعية للطموحات السياحية.

وخلال فعاليات الحدث البيئي، أجمعت النقاشات والتصريحات على ضرورة تعزيز الالتقائية بين مختلف الفاعلين، مع الدعوة إلى توسيع قاعدة الشركاء وحث المتخاذلين على تفعيل التزاماتهم، وتقديم دعم أكبر للجماعة الترابية لأكلمام أزكزا، وتوفير آليات ناجعة لإدماج البحث العلمي في مجال تدبير الموارد الطبيعية، وتشجيع السياحة البيئية كخيار تنموي بديل ومستدام للساكنة المحلية، إلى جانب تكثيف حملات التوعية والتحسيس بعاقبة حرائق الغابات ومخاطر التخريبات التي قد تطال الثروة الأرزية.

ويشار إلى أن بحيرة أكلمام أزكزا كانت قد شهدت يوم الجمعة 26 يوليوز العام الماضي 2024 مراسم رفع شارة “اللواء الأزرق” لأول مرة في تاريخ البحيرات الجبلية بالمغرب، في احتفال وطني كبير حضره عامل الإقليم السابق، والمدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، وممثلون عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والعديد من الفاعلين الرسميين والمدنيين، وقد شكل هذا الحدث اعترافًا بالمؤهلات الاستثنائية التي تزخر بها البحيرة، المصنفة منذ 1943 كموقع طبيعي وتراثي إنساني.

وكان منتجع أكلمام أزكزا قد خضع سنة 2020 لمشروع تهيئة بكلفة إجمالية ناهزت 18 مليون درهم، شملت إصلاح الطرق، وإنشاء أكشاك خشبية، وتنفيذ تدخلات وفق رؤية بيئية وسياحية، ما أسهم في تعزيز جاذبية الموقع وتنميته المستدامة، كما تحتضن بحيرة المنتجع سنويا تظاهرة السباحة في المياه الباردة، التي تستقطب مشاركين من داخل المغرب وخارجه، رغم تراجع مياهها بفعل سنوات الجفاف، وتقع بقلب المنتزه الوطني لخنيفرة الذي يعد إطارا بيئيا فريدا، لما يتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وغابات أرز وتنوع بيولوجي.

وتجدر الإشارة إلى أن شارة “اللواء الأزرق”، التي تم اعتمادها دوليا منذ سنة 1987، تعد من أبرز العلامات البيئية العالمية، وبلغ عدد المواقع الحاصلة عليها سنة 2025 حوالي 5195 موقعا حول العالم، وفي المغرب، تم إدخال هذه الشارة سنة 2002 من طرف “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة” ضمن برنامج “شواطئ نظيفة”، الذي يعنى بتعزيز التربية البيئية وتحفيز التنمية السياحية المستدامة وتثمين المجالات الترابية، ومن خلال تجديد الاعتماد، يثبت منتجع أكلمام أزكزا مرة أخرى مكانته كرمز بيئي وسياحي متجدد.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 2 يوليو 2025 - 22:50

وثيقة: تفاصيل مشروع قانون هيكلة المجلس الوطني للصحافة ويوسّع صلاحياته التنظيمية والتأديبية

الأربعاء 2 يوليو 2025 - 21:04

إصلاح التقاعد: الحكومة تحضّر لـ«صدمة» اجتماعية غير مسبوقة…

الأربعاء 2 يوليو 2025 - 20:52

النقاش الحي في واقع السياسة وأفق الدستور (2)

الأربعاء 2 يوليو 2025 - 20:41

المجموعة الألمانية “ZF LIFTEC” تفتتح مصنعا بطنجة متخصصا في صناعة أنظمة قيادة السيارات

error: