أثارت الزيارة التي قام بها عدد من الأشخاص المعرّفين على أنهم “ممثلون للجاليات الإسلامية الأوروبية” إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، يوم 7 يوليوز الجاري بمدينة القدس، ردود فعل قوية ورافضة في أوساط المسلمين والمواطنين الواعين داخل إيطاليا، الذين اعتبروا الخطوة استفزازية ومخالفة لقيم العدل وكرامة الشعوب.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن آلاف الضحايا المدنيين من بينهم أعداد كبيرة من الأطفال، اعتُبر هذا اللقاء محاولة لتلميع صورة دولة متهمة دوليًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في ظرف حساس يشهد فيه الرأي العام العالمي تعاطفًا متزايدًا مع معاناة الفلسطينيين.
الكونفدرالية الإسلامية الإيطالية (CII) سارعت إلى التبرؤ من المبادرة، مؤكدة في بيان رسمي أنها لم تُشارك في اللقاء ولم تُفوّض أي طرف لتمثيلها، مشددة على تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني، وعلى تمسكها بحل سلمي عادل يرتكز على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
من جانب آخر، عبّر عدد من النشطاء والمثقفين المسلمـين في إيطاليا عن إدانتهم الشديدة للزيارة، معتبرين أن من يصافح من “تلطخت يداه بدماء الأبرياء” لا يُمثل الإسلام ولا ضمير الجاليات، بل يُشارك في شرعنة الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين.
وجاء في بيان وقّعه عدد من الشخصيات المسلمة تحت عنوان “ليس باسمنا”، أن من يسعى لـ”السلام” لا يكون إلى جانب الجلادين، بل يرفع صوته من أجل العدالة والكرامة ووقف الانتهاكات بحق الشعوب المضطهدة.
الزيارة وُصفت من قبل متتبعين بأنها “تطبيع ناعم” لا يعكس موقف الجاليات الإسلامية، بقدر ما يُستخدم لأغراض سياسية ضيقة، في وقت تتصاعد فيه المطالب الدولية بوقف إطلاق النار وفتح تحقيقات جدية حول الانتهاكات في غزة.
ويُرتقب أن تستمر موجة الرفض داخل الأوساط الإسلامية والحقوقية في أوروبا، مع دعوات لتعزيز وحدة الصوت المناصر للقضية الفلسطينية والرافض لكل أشكال التواطؤ أو التواطؤ الصامت باسم الحوار أو التعايش.
تعليقات
0