في أربعينيته.. ادريس لشكر يستحضر مناقب مولاي المهدي العلوي: رجل الظل والدبلوماسية والنضال الصامت

أنوار بريس الخميس 10 يوليو 2025 - 18:56 l عدد الزيارات : 5413

“لقد عاهد ووفي، وها نحن في ذكراه الأربعينية نقف أمامه بإجلال وامتنان.. فقد مرّ بيننا بهدوء، لكنه ترك أثراً لا يُمحى”

في كلمة مؤثرة خلال الذكرى الأربعينية لرحيل المناضل والدبلوماسي الاتحادي البارز مولاي المهدي العلوي، أشاد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأستاذ إدريس لشكر، بالمسار النضالي والوطني الاستثنائي للفقيد، واصفاً إياه بـ”أحد رجالات الدولة المخلصين، ومن المؤسسين الأفذاذ الذين بصموا الذاكرة الحزبية والوطنية ببصمات لا تُمحى”.

وأكد لشكر أن المغرب والحزب فقدا برحيل العلوي “قامة وطنية فريدة”، كانت شاهدة على تحولات المغرب قبل وبعد الاستقلال، وأسهمت بفعالية في صناعة تاريخه السياسي والدبلوماسي، مدافعاً عن قضاياه الكبرى في صمت ووفاء وعقلانية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية والقضية الفلسطينية.

وسرد الكاتب الأول محطات بارزة من حياة الفقيد، مؤكداً انخراطه المبكر في صفوف الحركة الوطنية، إلى جانب رموز أمثال المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، وانضمامه إلى الدينامية التي أفضت إلى تأسيس حزب “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية” سنة 1959.

وأشار لشكر إلى العلاقة المتينة التي جمعت الراحل بالشهيد بنبركة، والتي بنيت على الثقة والنزاهة، واستحضاراً لهذه الثقة، اقترح بنبركة تعيينه ناطقاً رسمياً باسم الحكومة في حكومة عبد الله إبراهيم. كما استحضر لحظة محاولة الاغتيال الشهيرة سنة 1962 بوادي الشراط، التي نجا منها بمعية بنبركة، وكانت شاهدة على التوترات السياسية الحادة في تلك المرحلة.

واستعرض لشكر تجربة الاعتقال التي عاشها العلوي في سياق ما عرف بـ”مؤامرة 1963 الوهمية”، حين اقتحمت قوات الأمن مقر الحزب بالدار البيضاء واعتقلت أزيد من 90 مناضلاً، بينهم العلوي، بعد نجاح الاتحاد في انتخابات 1963. وعبّر لشكر عن اعتزاز الحزب بمواقف الفقيد الذي، رغم الاعتقال والتعذيب، ظل ينظر إلى الحادثة كدرس سياسي يدعو إلى مأسسة الإصلاح وتعزيز الحوار بين الدولة والمعارضة.

وفي جانب آخر من كلمته، توقف لشكر عند إسهامات العلوي في المجال الدبلوماسي والحقوقي، مشيداً بدوره الفعال في اتحاد المحامين العرب، حيث رفع صوت المغرب عالياً دفاعاً عن فلسطين وقضايا التحرر العربي. كما كان له حضور قوي في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، وفي اللجان القانونية العربية، مما مكّنه من بناء شبكة علاقات عربية واسعة دعم من خلالها المواقف المغربية في قضايا استراتيجية.

وأشار الكاتب الأول إلى الدور الريادي الذي اضطلع به العلوي كسفير للمغرب في هولندا ثم في الأردن، وكممثل دائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، حيث كان مدافعاً شرساً عن مغربية الصحراء، مستنداً إلى الحجج القانونية والسياسية والتاريخية، ومؤمناً بأن “القضية ليست فقط قضية أرض، بل قضية هوية وكرامة وطنية”.

وختم لشكر كلمته بالتأكيد على أن الفقيد ظل، إلى آخر لحظات حياته، وفياً لحزبه، متابعاً لمسيرته ومؤمناً بقيمه، كما ظل صوته حاضراً في اللحظات المفصلية، يقدم النصيحة ويؤطر الوعي الحزبي من موقع “الذاكرة الحية” التي لا تغيب. وأكد أن رحيل مولاي المهدي العلوي لا يُنهي حضوره، بل يرسخه في ذاكرة الحزب والوطن كرجل نذر حياته للدفاع عن الوطن دون صخب، واختار الوفاء والنبل والبصيرة في زمنٍ كان فيه ذلك نادراً.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 11 يوليو 2025 - 00:28

تساؤلات حول منع الرخص الموسمية للألعاب المائية بشواطئ عمالة المضيق-الفنيدق

الخميس 10 يوليو 2025 - 23:53

المغرب يوقف مؤقتًا التبادل التجاري مع سبتة ومليلية خلال “عملية مرحباً 2025”

الخميس 10 يوليو 2025 - 23:11

كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات.. (الكاف) يفتح تحقيقا بشأن منتخب الجزائر للسيدات

الخميس 10 يوليو 2025 - 22:26

دواوير آيت بوكماز تخرج من الهامش إلى الواجهة بعد مسيرتها الشعبية ضد التهميش الممنهج والإقصاء المزمن

error: