رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يتبنى اقتراح ادريس لشكر بفتح حوار وطني وتشكيل جبهة وطنية خلف جلالة الملك
محمد اليزناسني
الخميس 28 مايو 2020 - 12:50 l عدد الزيارات : 24699
محمد اليزناسني
يبدو أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني شرع في تنزيل مقترح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ، إدريس لشكر ، بضرورة تشكيل جبهة وطنية وراء جلالة الملك و فتح حوار وطني بين كل مكونات الطيف السياسي ببلادنا لمواجهة جائحة كوروناوما بعدها.
فللمرة الثالثة على التوالي، اجتمع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بقيادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، للتداول في مستجدات الوضع العام بالمغرب في ظل الحجر الصحي ومتطلبات المرحلة القادمة .
فالمتعارف عليه من قبل أن السيد رئيس الحكومة كان يباشر مشاوراته ضمن دائرة الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية ، في سياق ميثاق الأغلبية الذي تم الاتفاق عليه، قصدتوحيد الخطاب داخل الحكومة والبرلمان وأيضا أمام الرأي العام، حيث كانت تجتمع وتقرر في السياسات العامة بكل مقاصدها، وهي تشكل مايفوق 95 في المائة من المشهد الحزبي وكان ذلك قبل الجائحة وفي بدايتها.
لكن مع بداية بروز ملامح الأزمة وتداعيات تفشيفيروس كورونا وتأثيره على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، طرح ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، خلال لقائه الصحفي بمؤسسة الفقيه التطواني،فكرة جبهة وطنية تقف وراء جلالة الملك، حيث كان السباق إلى طرح الفكرة، و أكد ذلك قائلا ” أعتقد أنه لابد من مساهمة الجميع في النقاش وفي تدبير المرحلة ، لهذا أتساءل ألن نحتاج ،إذا ما طالت حالة الطوارئ الصحية التي يعرفها المغرب بسبب وباء كورونا ، إلى جبهةوطنية تتكتل وراء القيادة الرشيدة لجلالة الملك ،على اعتبار أن مثل هذه التساؤلات يجب أن نطرحها ونستحضرها ، لأن ما هو مطروح علينا، يضيف ادريس لشكر، أكبر من كل الحسابات الضيقة ، لأن الامور – في ظل واقع الحال الذي نعيشه – تدفعنا إلى البحث عن كل خطوط الائتمان والمحافظة على الإجماع من دون نظرة ضيقة للأمور “.
الآن يبدو أن الفكرة قد وصلت وتم تمحيصها والاقتناع بكونها عين الصواب، وتم تفعيلها من خلال الاشتغال بمنطق الوحدة الوطنية، مع العلم أن الأحزاب المشكلة للأغلبية تشكل 95 في المائة من أعضاء البرلمان، وبالتالي كان يمكن لرئيس الحكومة الاشتغال بهذا المنطق العددي لتمرير كل القوانين التي تحتاج إلى التصويت، لكن فكرة الوحدة الوطنية التي طرحها ادريس لشكرباسم الاتحاد الاشتراكي، اعتبرها رئيس الحكومة “الوصفة الناجعة” للحفاظ على إجماع وطني ما أحوجالمغرب والمغاربة إليه اليوم.
للتذكير، فقد سبق أن شكك عبد اللطيف وهبي عن حزب الأصالة والمعاصرة، في جدوى الحديث عن مثل هذه الخطوة ،معتبرا أنها “غير ذات معنى”، ولم يقصد فقط التساؤل عن جدوى حكومة وحدة وطنية، بل قصد أيضا الجبهة الوطنية والوحدة الوطنية “بالقول مادام هناك ميثاق أغلبية يحكم اشتغال الحكومة فلاداعي لكل هذا”؟
ومن المفارقات الغريبة، أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان ضد الفكرة، اندمج فيها بحضوره لقاءات رئيس الحكومة وبالمصادقة بالإجماع على كل القوانين، ليفاجأ المتتبعون بتقديمنفس الحزب لطعن بخصوص عملية التصويت ، الأمر الذي لايمكن تفسيره إلا بكونه محاولة للظهور بمظهر الماسك بزمام المعارضة في زمن لايمكن الحديث فيه إلا عن الوحدة الوطنية والإجماع الوطني. فالمرحلة في غنى عن أية “شطحات” تشوش على العمل الحكومي في زمن الجائحة ولن يقبل الشعب المغربيذلك، على اعتبار أن الأولوية اليوم هي للإنشغالات الحقيقية للمواطن المغربي .
وحزب الاتحاد الاشتراكي عندما طرح كاتبه الأول إدريس لشكرفكرة الوحدة الوطنية والجبهة الوطنية وراء جلالة الملك، كان منسجما مع ممارسته السياسية ومع قناعته التي جسدها في مواقفه المعلن عنها، فالكاتب الأول للحزب سجل أكبر عدد من الخرجات الإعلامية خلال الفترة الأخيرة ، منافحا عن الفكرة من باب العارف بخبايا الأمور ، ليتأكد صواب ما ذهب إليه منذ البداية ، حيث نرى اليوم رئيس الحكومة “ينزل” مقترح الكاتب الأول إدريس لشكر في انتظار تنزيل أكبر للفكرة والإعلان رسميا عن تشكيل جبهة وطنية لمواجهةالوضع القادم، والذي يحتاج إلى عمل جماعي لا يحتمل التشويش عليه بخرجات هنا وهناك غير محسوبة العواقب. فالوطن فوق الجميع.
تعليقات
0