المغرب ينتظر التوصل بـأكثر من 4 ملايين جرعة من اللقاح.. وباحث يوصي بتباعد التلقيح لـ3 أشهر

أنس معطى الله

في الوقت الذي أوقفت فيه السلطات الهندية مؤقتا جميع صادراتها من لقاح “أسترازينيكا” ،  كشفت مصادر مطلعة لجريدة ‘أنور بريس” الالكترونية، أن المغرب سيتوصل خلال الأسابيع المقبلة بأكثر من 4 ملايين جرعة من اللقاحات، منها 2 ملايين من الشركة الصنية “سينوفرام” ومليون ونصف من شركة “أسترازينيكا” الكورية الجنوبية عن طريق برنامج “كوفاس” الذي تشرف عليه منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى مليون جرعة من لقاح “سبوتنيك V” الروسي.

في هذا الإطار قال مصطفى الناجي عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح، ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الضغط العالمي على اللقاح والأولوية الوطنية للهند، جعلت توصل المغرب باللقاح يعرف نوعا من التأخر، مضيفا أن المغرب وضع استراتيجية جديدة تتمثل في الاتجاه نحو لقاحات أخرى وعلى رأسها “اللقاح الروسي “سبوتنيك V”.

وأضاف الناجي في تصريح لجريدة “أنور بريس” ، ان المغرب اتجه كذلك لشراء لقاح “أسترازينيكا” من كورويا الجنوبية، من اجل تدارك الوضع الجديد ، مؤكدا على أن برنامج التلقيح مستمر وسيستأنف التطعيم بالجرعة الأولى بوتيرة أكبر،  بمجرد توصل الصيدلية المركزية بمختلف انواع اللقاح التي تم التأكيد على التوصل بها.

وحول تمديد الفترة الفاصلة بين تلقي الجرعة الأولى والثانية، قال الناجي إن الدراسات السريرية التي تم إنجازها، بينت أن المدة الفاصلة بالنسبة للقاح الصيني “سنوفرام” هي 3 أسابيع، بينما تبلغ مدة 4 أسابيع بالنسبة للقاح البريطاني “أسترازينكيا”، مشيرا إلى أن” أي تمديد لمدة أسبوع او أسبوعين لا يشكل أي خطر، كما أن الكلمة الأخيرة تبقى للشركة المصنعة للقاح”.

من جهة أخرى، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن الدراسات السريرية الأخيرة حول لقاح “أسترازينيكا” أكدت أن التباعد في إعطاء اللقاح لمدة 4 أسابيع هو أقل فعالية من التباعد الذي ينتجه التباعد بين الجرعتين في مدة تتراوج بين 8 و12 أسبوعا.

وأوضح حمضي، في تصريح لجريدة “أنور بريس” الالكترونية، أن الفعالية التي تم تسجيلها لدى لقاح “أسترازينيكا” وصلت إلى 82 بالمائة في الفترة الفاصلة بين الجرعتين والتي تبلغ ما بين 8 و12 أسبوعا، مضيفا أن الفعالية التي تم تسجيلها خلال التباعد في الجرعتين في مدة 4 أسابيع تبلغ 55 بالمائة. ومؤكدا على ضرورة التباعد في إعطاء هذا اللقاح لمدة ثلاث أشهر.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الدراسات التي أجرتها بريطانيا على المستفيدين من مختلف البلدان التي وصلها اللقاح، أظهرت أن التباعد بين الجرعتين يجب أن يكون لمدة ثلاث أشهر بالنظر للنتائج المحصلة، مشيرا إلى أنها كانت تلقح الأشخاص بعدد الجرعات المتوفرة في انتظار الجرعة الثانية وتقوم آنذاك بحقنهم.

من جهة أخرى، أبرز حمضي أن المعطيات العلمية، أظهرت أن تلقيح الأشخاص الذين أصيبوا بـ”كوفيد19″، يمكن تأجيل تلقيحهم بالجرعة الثانية لمدة 6 أشهر، بالنظر لتوفرهم على مناعة كافية تم اكتسابها من جراء الاصابة بالمرض، مؤكدا في الآن ذاته، أن فرنسا بدأت في إعطاء جرعة واحدة للأشخاص الذين أوصيبوا بسبب إنتاجهم ما يصل إلى 45 مرة من مضادات الفيروس.

وأكد الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن التحكم في الوضعية الوبائية، واستمرار معدل التكاثر في الانخفاض يمكن أن يوصل المغرب للمناعة الجماعية بسرعة حيث تساعد هذه الوضعية في الوصل غلى المناعة الجماعية بنسبة 65 بالمائة فقط، عكس انتظار نسبة تلقيح 80 بالمائة من الساكنة.