الخيال الحلم ولغة الجسد: مرتكزات السرد في مجموعة “قلت لي..” للقاص عبد الرحيم التدلاوي

أحمد بيضي الثلاثاء 29 مارس 2022 - 22:13 l عدد الزيارات : 30077
  • رشيد أمديون (°)
تقديم
إن القصة القصيرة المغربية في سعيها إلى أن تكون أدبا يُعنى بالإنسان، كان لا بد لها أن تتكئ على خلفيات مرجعية لتمثيل الحياة الإنسانية (النفسية والاجتماعية والسياسية والثقافية..)، إذ تنطلق من الواقع ثم تعكسه في مرآتها وتنتقده بناء على رؤية القاص للعالم. وحيث أن هذه الرؤية تضمرها القصة فإنها تحتاج من القارئ أن يجد إليها مسلكا للعبور للقبض على خيط المعنى. وإذا كنا سنتفق مع تشيخوف على أن القصة كذبة يتفق الكاتب والقارئ عليها ضمنيا، فإننا نؤمن – على المستوى الأول- أنها كذبة صادقة؛ لكونها تطرح إشكالات المجتمع وتتبنى نقدا. فالحدث بهذا (المعنى) متخيَّل وهو ما نسميه كذبة متفق عليها، والمضمون صادق، بما أنه يستند إلى فكرة صحيحة وحقيقية.
 وعلى هذا تهدف هذه الدراسة إلى تتبع تجربة المبدع عبد الرحيم التدلاوي (°°) من خلال مجموعته القصصية «قلت لي..»1 (116 صفحة)؛ حيث سنحاول البحث عن كيفية اشتغال المعنى في هذه المجموعة عن طريق مقاربة ثلاث موضوعات تتمثل في الخيال، الحلم، ولغة الجسد، كمرتكزات أساسية يقوم عليها السرد والحكي لتشكيل العوالم القصصية، في هذا المنجز الإبداعي، تشكيلا فنيا وجماليا يضمر دلالته.
  1. الخيال
يعد الخيال ركيزة أساسية لكل الفنون الأدبية، مع تباين في مستوى استخداماته؛ فهو «ملكة نفسية وقوة باطنية تعيد إنتاج المعطيات الإدراكية السابقة، وتسهر على تشكيل تمثيلات ذهنية مشابهة لظواهر العالم الموضوعي أو مغايرة لها في بنياتها وعلاقاتها وطرق اشتغالها»2، بما يعني أنه مسلك نحو عوالم تصويرية، يتقاطع فيها الواقعي والمتخيل؛ بحيث يمنح للذات أن تتطلع إلى آفاق أخرى لا مألوفة. وعبره يبدع المبدع نمطا جديدا من الحياة، قصد تجاوز مظاهر العالم وحصار الأشياء المألوفة.
لهذا يسعى الخيال إلى كشف المعنى الحقيقي المضمر للوجود والإنسان، حيث يمثل لهذا الأخير متنفسا لذاته، ووسيلة لإشباع نفسي (فيما يخص أحلامه وتطلعاته ورغباته الدفينة)، كما نجد عند السارد/المدرس في قصة “تحليق”، إذ الخيال وسيلته للتعبير عن مشاعر الحرمان والألم والإحساس بالظلم. فالخيال بالنسبة له فضاء أوسع، لإعادة صياغة الواقع وفق رؤيته للأشياء حوله. وهي رؤية تضمر الحقيقة التي تؤلمه، بحيث أن الخيال يكشف ما تخفيه الحقيقة (بتعبير رالف والدو). وهذه القصة تقوم بعكس واقع السارد؛ إذ المحيط أو الفضاء الذي يشتغل فيه، لا يوفر له شروط ممارسة عمله الوظيفي بنفسية وبال مرتاحين. فالمحيط هنا عامل من عوامل أزمة الشخصية.
تبدأ القصة مباشرة بما يدل على حالة ووضع متأزم، يقول السارد: «وصلت الفصل لاهثا، الغرق يتصبب من جبيني وجسمي، وجدت التلاميذ قد اتخذوا أماكنهم بنظام، جلست على الكرسي، أخرجت منديلا معطرا أهدته لي حبيبتي ذات لقاء، مسحت به وجهي، وبعد أن استرجعت أنفاسي المتقطعة ألقيت نظرة على الفصل: لأول مرة أجده ضيقا، كئيبا ومتسخ الجدران، بابه حديدي، لم هو كذلك؟ عجيب أمر الإدارة، تصر على جعله زنزانة… النوافذ لا تنفتح باستثناء واحدة بصعوبة، وكأن الأمر مقصود قصدا؛ الهواء لا يسمح لنفسه بالدخول مخافة التلوث»3.
إنها بداية تصف وتكشف عن محيط السارد، باعتباره عاملا مسببا في لجوئه إلى متاهة الوهم والخيال. وهو متنفسه الوحيد للتعبير. وعبره تنكشف شخصيته المنكسرة واليائسة والمستاءة من وضع وظيفي غير مناسب. يقول: «فخيل إلي أن الفصل قد صار فم قرش يطلب الطعام، وخيل لي أنني ذاك الطعام المطلوب، ووجدتني أنجذب إلى داخله حتى إني أحسست بحدة الأسنان الشبيهة بالمناشير»4.
نرى أن السارد يتخيَّل الفصل فم قرش. ويتخيل نفسه الضحية. ثم يتخيل أن كومة أوراق الامتحان، لما هبت ريح عاتية، طارت وصارت طائرات نفاثة تريد إلقاء كرهها عليه. الخيال هنا وسيلة عبَّر عن طريقها المدرس/السارد عن ضعفه أمام محيط ينصب له العداء وينغص عليه راحة باله، فيشعر بعدم الاطمئنان، وعدم الأمان، وبالتوتر والقلق.
ووظف القاص عنصر الخيال أيضا في قصة “طيات” ليفسر الواقع من زاوية رؤية تقوم على فكرة المقارنة بين الماضي والحاضر؛ أمجاد الماضي وهزائم الحاضر. وبذلك اشتغلت القصة على المكان: مدينة مكناس/ ساحة الهديم / حلقة الحكواتي، باعتبارها أمكنة تاريخية لها دلالاتها، فمثلت منصة مجازية لتأسيس فكرة النص العامة، والتي تؤطر قناعة المغربي – ضمن القصة-  بأن الماضي بتاريخه وثقافته وأمجاده، خير من ورطة الحاضر الموسوم بالانهزام. فاسترسل السارد فيما يشبه عرض جزء من تاريخ المدينة وحاضرها، مع التلميح إلى أمجاد السالفين التي تروى في حلقات الحكواتي، فينبهر بها المستمع. ويقوم هذا العرض على تحديد المفارقات وتأجيج السؤال قصد طرح الإشكالية، وإبراز علامة الاستياء لدى الشخصية الساردة، التي تبرر إحساسها بالإحباط والاغتراب والهزيمة في ظل مظاهر واقعها المعاصر، يقول السارد: «قلت: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت، وعليها ما اكتسبت، وتحسرت على ما نحن فيه، آلمني وضعنا الراهن، وكاد الدم يسيل من قلبي وعيني»5.
هذه الحسرة أثارت في اللاوعي رغبة السارد الخفية في اللجوء إلى الخيال، واستحضار السلطان إسماعيل ليتمثل له في «اللامكان»6. يقول: «وأنا في حيرتي سادرا، وفي غيي القديم غارقا، إذا برجل أسمر اللون، ذي عينين ضيقتين تنمان عن دهاء، وجبهة مسطحة..»7. يمثل هذا الاستحضار (عبر الخيال) شكلا من أشكال التواصل مع الماضي، قصد تشكيل المفارقة أولا، وقصد تعزيز فكرة أن ليس كل ما يُروى عن الشخصيات التاريخية يعد صحيحا، قال السارد: «وقال لي: لا تصدق كل ما يروى عني، غربل المعلومات، ثم لا تحكم على أفعالي بمنطق عصركم، فما قمت به من أعمال قد تراها تحط من الكرامة، عنيفة بل وحشية، لكن ظروف العصر كانت تتطلب ذلك..»8. إن الشخصية التاريخية (في هذا الاستحضار المتخيل) تحاجج السارد وتدافع عن موقفها وتوضح رؤيتها ومبرراتها في ما قامت به –قديما- من أجل بناء الدولة في عصر مختلف عن عصر السارد وظروفه ومشاكله، ممهدة الخطاب قصد توجيه الانتقاد لواقع السارد المعاصر: «ثم انظر إلى حالكم، تشرذم وصراعات دونكيشوطية لا تخدم إلا مصالح الأعداء، وتحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه في زمننا..»9.
والسياق يفترض أن هذه الشخصية التاريخية تحديدا (أو غيرها) لها مبرراتها فيما قامت به في عصرها، ولديها بدورها ما تنتقد به الواقع المعاصر لو افترضنا انبعاثها من جديد. فما هو كائن ليس بأفضل حال مما كان. وهذا ما يلخص الفكرة، وهو ما تجلى في خطابها للسارد: «لقد أشعلتم الحرب بينكم واستعنتم بالأعداء، فبئس المصير؛ إن عظامنا لتتقلب في التراب ألما على ما أنتم عليه»10، وهو أيضا ما يكشف الإشكالية الأساسية؛ وهي ضرورة البحث عن حلول معاصرة، إذ لا جدوى من انتقاد السالفين، ما دام أن لكل عصر خصوصياته وسياقاته وظروفه، والانشغال بالحلول المناسبة للعصر أولى من إثارة مشاكل الماضي.
بيد أن بطل القصة/السارد مع استيعابه للخطاب (المتخيل) الذي وجهه إليه السلطان إسماعيل (أو بالأحرى عبَّر السارد من خلال هذا الخيال عن المفتقد)، مع ذلك، لم يحاول التخلص من وهنه، إذ في النهاية فضل النوم والأحلام على أن يواجه حاضره العليل بالتفكير في سبل التغيير وبالتحلي بالشجاعة والقدرة على الإصلاح، فاختار النوم في انتظار معجزة ما تغير الواقع وتنشئ الناس نشئا آخر. يقول السارد بعدما أفاق من تخيلاته بين المندهش والمصدوم: «بقيت فترة لا أعلم زمنها سادرا أفكر في ما حصل لي إلى أن باغتني الغروب، وبدأ الظلام يعلن عن نفسه، حينها أحسست بثقل خطاي، وتقوس ظهري، وركبني حزن مضاعف، سرت باتجاه منزلي، وفي الطريق عرجت على أقرب صيدلية وابتلعت علبة حبوب منومة، ولما دخلت إلى منزلي، أخذت ورقة وقلما، وبالقرب من سريري كتبت التالي: سأتمدد على فراشي، سأفرغ العلبة فوق راحة كفي الأيمن، سأبتلعها كلها، وأدعو النوم بإغراء ليداعب أجفاني؛ وسأحلم بغد مشرق..»11. وبهذا يكون الخيال في القصة إشباعا نفسيا لرغبة دفينة، تحققت من خلال تداعيات متخيلة، لم تغير في واقع السارد شيئا لكون الإرادة عاجزة، والفعل وفعل الاتكال.
إن انشغال القاص برصد متغيرات المجتمع والحياة الحديثة وقضاياها وما لها من أثر سلبي على الإنسان ونفسيته، هو ما حدا به إلى استثمار الخيال ضمن النصوص، فأبدع فضاء تخييليا، يسوق خلاله خطابا ينتقد من داخله الواقع والإنسان المعاصر، بوعي بالسياقات والمضمرات. وقد جاءت قصة “شريط” لتؤكد على ذلك، حيث أن السارد ابتدأها بقوله: «كنت أناقش مع صديقي الوسيم بعض القضايا المعاصرة والحيوية التي تشغل بالنا جميعا في أفق إنجاز بحث معمق في الموضوع»12. يدل هذا على أن قضايا الإنسان تشغل بال شخصيات المجموعة من جهة، وإن كانت لا تملك قدرة على التغيير ولا إرادة فاعلة، إلا أنها لا تستغني عن الخيال، فهو ركيزة أساسية في حياتها، بل عنصرا يسهم إسهاما أصيلا في تكوين العالم كما ذهب إلى ذلك كانط، الذي يعتبر الخيال لا غنى لأية قوة أخرى من قوى الإنسان عنه، وقلّما وعى الناس قدر الخيال وخطره، وملكة الخيال ضرورة هامة وأساسية في جميع عمليات المعرفة13.
لهذا فسرعان ما توغل سارد هذه القصة في مشهد خيالي عائم في الرومانسية، وهو يصف فيه صديقه الوسيم محلقا مع فتاة. بما يعني أن الخيال هنا يخفف ثقل الواقع وحدته وضراوته على نفس الإنسان، قد يبدو هروبا أو ملجأ، بيد أنه ينعش الجانب الشعوري، في الطبيعة الإنسانية، كما حدث مع السارد الذي استطعم الخيال بالغوص فيه، فقال: «في البداية كان الطعم مرا ما لبث أن صار حلوا، فاستسلمت له طائعا، لم يبق مني باديا سوى صفحة وجهي، تتشبث بآخر قطرة هواء.. لحظتها شممت عطر شريط أبيض كشعاع شمس يداعب فمي فعضضت عليه بالنواجد!»14.
إنه الخيال الذي يُشرع نوافذه أمام الإنسان كي يبدع عوالمه بالشكل الذي يرغب فيها دون تضييق ولا منغصات ولا قيود تفرض سلطتها عليه، إنه كالحلم الذي يبدعه اللاوعي من أجل التعبير عما يشغل الوعي.
  1. الحلم
تمثل الأحلام – بحسب علم النفس- الجذور الخفية لأفكار الإنسان الواعية، أي ما يعبر به العقل الباطن عن نفسه. والصور التي يراها الإنسان في الأحلام لها نظائر في يقظته15، إلا أنها صور رمزية، لها وظيفة أساسية تحاول أن تعيد له توازنه السيكولوجي16. لهذا فالحلم ركيزة أخرى من ركائز السرد، قامت عليها نصوص مجموعة «قلت لي..»، فهو موضوعة أساسية للكشف عن دواخل الذات الساردة، وما يؤدي بها إلى الغربة والتشظي والشعور بالاختناق في عز أزماتها. فالحلم والخيال عند الشخصيات يمثلان فسحة للقول واستيعاب الواقع، وهو ما عبر عنه سارد قصة “دم”: «لا أريد غير فسحة تتيح لي مزيدا من التمعن في الفكرة العجيبة، وفهم أبعادها والقبض على حقيقة دلالتها وحضورها على أرض الواقع»17.
 وإذا كانت قصة “طيات” استثمرت البعد الخيالي لتعيد صياغة رؤية السارد للماضي والحاضر، وصياغة سؤال الأنا والآخر، فإن قصة “رمية سحر” تستثمر موضوع الحلم للكشف عن أعطاب الواقع. وما دام »لا يقوى النوع البشري كثيراً على تحمل الواقع18« سيلجأ حتما إلى الأحلام، ليعبر عن شواغل الوعي. إن الحلم يعوض عن النقائص الموجودة في شخصية الإنسان، وفي الوقت نفسه يحذره من أخطاء الخط الذي يسير فيه19، يقول السارد:
« استيقظت بهمة ونشاط غير عاديين، نفضت عني حلما مرعبا، رأيت فيه العرب قد اجتمعوا على كلمة واحدة بجيش قوي استعاد لحن الفتوحات»20. إنه حلم يمثل ما يطمح إليه الإنسان العربي وما يطفو على سطح وعيه، أي هو «تحقق متنكر لرغبة مكبوتة»21. وفي الأصل هو صياغة لسؤال مركزي عن علاقة الإنسان العربي، المشحون بأمجاد التاريخ، بالآخر الغالب. إنه ما يعادل محاولة »فضح الراهن المتشرذم (…) فضح الفرقة والاختلاف وإدانتهما بالقياس إلى ما كان يجب أن يكون، أي بالقياس إلى حقبة زاهرة وضعت الأشياء في نصابها»22.
وعلى هذا فإننا نستنتج من هذه القصة، قدرة القاص على تشكيل الرمز كبنية أساسية لفكرة هذا الحلم، من دون إبرازها ولا تحديد ملامحها بالمباشر، فهي مضمر من مضمرات النص.
سنركز على شخصية النص/السارد في هذا المقطع السردي من قصة “رمية سحر”:
«توجهت توا إلى رفاقي، كانوا متحلقين حول طاولتهم المعتادة منكبين على الحدث، يقرؤونه من زوايا مختلفة، كما تعودوا أن يفعلوا كلما داهم زلزال واقعنا الراكد…
ما أثار استغرابي أني سمعتهم يتحدثون عني، بعضهم ينتقدني بشدة، وبعضهم كان إلى جانبي يدافع عني ويبعد كم الاتهامات غير الصادقة في حقي»23.
إذا اعتبرنا أن «الإنسان كائن رمزي»24، فإننا نلاحظ اتخذ الكاتب شخصية السارد رمزا للواقع المعاصر، والذي غالبا ما يتحدث الجميع عنه ما بين من ينتقد ومن يدافع، ومع ذلك لا أحد يعي هذا الواقع وعيا دقيقا، أو لا أحد يبني معرفته على الإدراك التام لكل مشاكله. رغم أن ما يطرأ من أحداث تحتاج وقفة حكيمة وقراءة واعية قصد فهم الواقع وحل مشاكله.
وبهذا فإن رفاق السارد (والرفقة هنا، اقتضتها الملازمة والحضور في العصر زمنا ومكانا) خلال نقاشهم تركوا مناقشة الحدث الجديد- حسب الحلم (العرب اجتمعوا على كلمة واحدة، لاستعادة الأمجاد) – وتحولوا إلى مناقشة الواقع متجردين من أي قراءة، فنقاشهم محصور في اتهام ودفاع. منهم من يلقي اللوم عليه ومنهم من يدافع عنه، وكأن العرب لا يملكون غير الكلام ليبارز به بعضهم بعضا، ويشغلهم عن تحديد أسباب الخلل والوهن، والمشاركة في إيجاد حلول فعلية لواقعهم قصد مواجهة المشاكل التي تتحداهم، أو المبادرة إلى فعل التغيير، فلا يمكن معالجة واقع لا يتم الانتباه إليه وإدراكه إدراكا مبنيا على المعرفة ثم الفهم ثم التفسير، فحسب برجسون «لا يوجد وعي بدون انتباه للحياة»25. لكن التجاهل أو اللامبالاة أو عدم وضوح الرؤية يحول أي نقاش إلى ثرثرة بلا معنى.
يقول السارد (باعتباره رمز هذا الواقع): «وصعقني أن لا أحد اهتم لوجودي، بقيت واقفا متسمرا في مكاني من شدة الصدمة، خلت للحظة أن جدارا شفيفا يفصلني عنهم»26. تنعدم رؤية الخلل بسبب الاعتياد على وضع ثابت، لا يجد من يبادر إلى تغييره، يقول: «ولا أحد أعارني لفتة انتباه انصرفت خائبا»27. وبالتالي فإن واقعهم يحتاج “رمية سحر” كما لمح إليه عنوان القصة، من باب السخرية. وإلى غاية أن تحدث معجزة ما، يبقى وَهْم الحل (أو السبيل إلى الحل) حبيس سلطة الحلم في اللاشعور. فمن خلال الحلم تبصر شخصيات قصص «قلت لي..» ذاتها وتسعى إلى التواصل رمزيا مع ما يضمره وعيها الفردي والجماعي، وتمثل إمكانات الخلاص من ورطة العصر ومشاكل الإنسان المعاصر.
إن الحلم بهذا المفهوم فضاء تتواصل فيه الشخصيات مع اللاشعور، وعبره تقول القصة موضوعها وتطرح قضيتها.
  1. لغة الجسد
اللغة وسيلة تعبيرية، لفظية، من المتكلم إلى المخاطب، إلا أن هناك لغات أخرى غير لفظية يمكن أن تحقق التواصل (الرمز، الموسيقى، اللون، وغيرها..)، كما للجسد لغته الإشارية، بما يمنحها أن تكون دالا، حيث أن حركات الجسد تؤدي وظيفة تحمل معنى يتواصل ويتفاعل عبرها الإنسان مع الآخرين. وليس المقصود من حركات أعضاء الجسد السلوك المباشر الذي تقوم عليه الوظيفة البيولوجية التي تشترك فيها كل الكائنات الحية، وإنما ما ينتجه الجسد من فعل دلالي ينزاح عن المعطى البيولوجي المشترك ويحتاج إلى معرفة تُستجلب من خلال النسق الثقافي أو السياق الذي أنتج تلك الحركة الجسدية فصارت دالة على معنى.
ويمثل الجسد مرتكزا آخر تتكئ عليه نصوص «قلت لي..»، من حيث الاشتغال على ما تنطوي عليه هذه التيمة من دلالات وإيحاءات تقوي المعنى في النصوص، خاصة عندما تشترك  تلك الدلالات مع الخيال وتتعاضد في رسم الصورة، فنقرأ مثلا في قصة “جدي”، أن السارد بينما هو يفرغ متانته إذ به يتخيل مخلوقا غريبا ماثلا أمامه، يقول: «تحت أضواء القمر الجميل، اتكأت على الحائط وبدأت في التبول، شاعرا براحة ممتعة، وحين رأيت أشباحا ترتسم على الحائط شعرت برعب، التفت إلى الأعلى لأجد ما يشبه شخصا يمشي على أربع يسعى إلى التخفي بغاية إيذائي»28. من خلال الصورة التي نقلها السارد، تبدو حركة الجسد علامات ذات دلالة مرعبة، حيث توحي بوضعية الهجوم، مما جعل السارد يصرخ ويوقظ أسرته. ثم ينهض جده الأعمى «يتوكأ على عصاه يريد أن يعرف السبب»29. تدفع هذه الرغبة الجد إلى إنتاج فعل مساعد على تلبية إرادته: «كان يتلمس طريقه بعصاه، وحين بلغ السطح حيث بدأ في تحريك تلك العصا لإبعاد أي هجوم مباغت، كنت أتابع حركاته كاتما ضحكة رأيتها غير مناسبة في هذا المقام»30.
وتوحي حركات الجد بالضعف وقلة حيلة، فرغم أن جسده لا يسعفه للقيام بدور الحامي، إلا أنه يحاول بما لديه من قدرة أن يواجه ما تمثل له خطرا، وهو في الحقيقة تخيلات السارد التي صدقها الجد الأعمى، كما صدق أنه يمكن أن يكون حاميا ورادعا لأي هجوم، مما أدى به إلى أن يصبح موضوع سخرية بفعل حركاته الدونكيشوتية التي أنتجها الوهم، «فمن الجسد تنبثق حركة الحدث تنمو الدلالات وتتناسل الإمكانات السرية. ومن الجسد أيضا يمتح السرد موضوعاته ويحدد اتجاهات انتشاره، وفي الجسد أيضا تصب كل التوترات المصاحبة للوصف والسرد والتعليق والاستبطان»31. وإن النص لا يقدم لنا وقائع مجردة، بل بناءً رمزيا، للعالم القصصي، وكأي نص تخييلي، يعطينا إمكانات الافتراض والتخييل والتأويل.
وبناء عليه نستنتج العلاقة التي تجمع بين الجد الأعمى والحفيد الموهوم/الخائف الذي يرمز إلى الإنسان المعاصر حين يلجأ إلى الماضي للاحتماء من أخطار واقعه وعصره، حاضره ومستقبله. وهذا الإسقاط لا يعد تعسفا على المعنى، لأن لكل عصر قضاياه، ومعالجتها تكون بفكر عصري يقوم على المعاينة والاحتكاك. و«تكون الكلمة أو الصورة رمزية حين تدل على ما هو أكثر من معناها الواضح والمباشر، ويكون لها جانب “باطني”»32، فإذا كانت لغة جسد الجد/العجوز الأعمى، ترمز في الصورة السردية إلى الماضي وضعف الوسيلة وعجزها. والحفيد -الذي تمثل له الخطر- هو الإنسان المعاصر المتوجس، فإن لغة جسد الشخص الذي يمشي على أربع، في وضعية مرعبة، ترمز بدورها إلى الخطر المحذق الذي يأتي من الآخر، أو كل ما يوجهه الإنسان من قضية جديدة. وهذا الحضور الرمزي أدى وظيفته الدلالية في النص، وساهم في تشكيل المعنى عبر لغة الجسد.
كما تحفل هذه النصوص بحضور جسد الأنثى، كمكون بارز بوصفه هوية أنثوية، يمثل عالم المرأة في المتخيل السردي لـ«قلت لي..»، وذلك راجع إلى أن المرأة بصفتها شخصية في القصص تنظم علاقات ثقافية وجسدية ونفسية ودلالية مع عوالم السارد. فيعد الجسد بهذا، كائنا له خاصية تجسيد جمالي ينتج معاني دالة من خلال ما ينقله السارد إلى المتلقي من حركات وسكنات، تتجه في سياق بناء النص وتوجيهه نحو المعنى، يقول في قصة “نظرات”: «وقفت غير بعيد عنها، وجدتها واضعة كوعيها على الحاجب الحديدي الفاصل بين الجمهور ومكان الفرجة، ورأسها بين راحتيها وقد انسدل شعرها الفاحم على كتفيها نحو الجانب. فبانت رقبتها اللحمية منداة؛ وتقوس ظهرها الناعم قليلا، فبدا خصرها الضامر، ووركاها البارزان..»33.
إنها صورة أثثتها طبيعة الجسد الأنثوي وحركته، فمنحت للسارد متعة مغرية، لهذا استرسل قائلا: «ظللت أستمتع بهذا الجسد الفاتن، وكأنه مصبوب في قالب شهوتي، فرائع أن تستمتع بالجمال وهو بلون سماء صيفية طاهرة، أو أغنية رقيقة»34. هذا الأثر الجمالي الذي أحدثه جسد هذه الأنثى في وجدان السارد يعد لغة تسللت إلى دواخل السارد، فتَمثَّل له كمكون طبيعي بما يستمد من شبهٍ بلون سماء صيفية أو أغنية رقيقة، أي أن فاعلية تأثير جسد هذه الأنثى يشبه تأثير المكون الطبيعي، وهو الجمال. وبالتالي يصبح هذا الأثر الجمالي الجواني له سلطة على ذات السارد، فيبادر بدوره (جسد السارد) إلى التعبير عن ذلك بفعل الرجة العاطفية، التي تستولي على أفعاله، لهذا يظل يراقب ويشاهد: «بقيت بعيدا أتابع سطوة جمالها علي»35.
إنها لغة جسدية أنتجت الفعل، والفعل المتولد (رد الفعل):
– الفعل: من جهة حركات جسد الأنثى.
– الفعل المتولد: استجابة السارد للأثر الجمالي الذي رج وجدانه، بوسيلة حركة جسده.
وهذه الأفعال المتولدة كالتالي:
«وقفت غير بعيد عنها../ظللت أستمتع../ كنت أرتجف وأنا أتابع قسمات جسدها الضارب بعمق في رغبتي../ اضطرابي كان شديدا../بقيت بعيدا أتابع سطوة جمالها علي..36/انتابتني دوخة..37/اتكأت على الحائط وأمسكت رأسي بسبابتي وإبهامي، ودعكت عيني أبغي مسح القتامة عنهما واستعادة توازني…38».
إنها سلسلة من حركات الجسد، يستجيب عبرها السارد لما أحدثته لغة جسد الأنثى في وجدانه وعاطفته، وبناء على هذه الاستجابة الفعلية المتولدة، تتجلى حالة الشخصية النفسية والعصبية والفكرية، كما يتطور الحدث ويبدأ في التجلي والانكشاف.
لهذا فإن هذه الحركات والسكنات التي يحدثها الجسد، هي لغة دالة توجِّه النص نحو المعنى، لكنها في القصص تنطلق من زاوية نظر ذكورية، فالسارد المذكر هو ناقل المشاهد والتصورات حتى لو كانت من وحي خياله أو حلمه أو وهمه، كما رأينا في قصة “نظرات” التي يبدو فيها السارد، يتداخل لديه الوهم/الحلم بالحقيقة.
وتنطلق الرؤية من نفس الزاوية، في قصة “انحسار”، حيث يقول السارد: «أتذكر يوم نشرت صورتها على صفحتها؛ سروال جينز أزرق بارد التصق بها فبانت تضاريس ثروتها، وقميص بمربعات بين الأخضر والأزرق اللامع، وشعر معقوص إلى الوراء، وعينان براقتان تشيان بذكاء وفتوة»39.
ويقول: «كنا نرقص على إيقاع موسيقى صاخبة، وكانت حبيبتي تضمني بوله، تمنحني المتعة، كنا ذاهلين عن العالم، لا نفكر إلا في ذاتينا المنصهرتين..»40.
يركز السارد على حركات الجسد انطلاقا من زاوية رؤيته. رؤية يحقق من خلالها الإشباع النفسي، دون العناية بالكلام، لأن اللغة هنا لغة جسد، يفسح لها مجال التواصل بينه وبين الطرف الآخر “حبيبته”، يقول: «انخرطنا في حميا الجمع انتصارا للحب وتطهيرا للنفس من رواسب البلادة وهياج البؤس»41.
هذه الشواهد السردية التي عرضناها، تتجلى فيها رغبة السارد في الارتباط بالمرأة واستسلامه لمغريات الجسد: «كانت ذات جمال شرس كاد يفتك بقلبي الذي انتصب كعنق يريد مقصلة عن طيب خاطر»42، وهذا الانجذاب والاستسلام هو رغبة فطرية وغريزة إنسانية، إذ أن ما صرح به السارد هو ترجمة لفظية للأثر الذي أحدثته لغة الجسد الصامتة، وهو ما انعكس في مرآة وعيه، ثم باح به للقارئ سردا، ليتخيل المتلقي بدوره الصورة التي شاهدها السارد وتأملها بعينه ومن زاوية رؤيته. إنه تصوير ينطوي على إيحاءات تخدم سياق القصة وبناءها الدلالي.
والملاحظ أن القاص منذ بداية القصة وهو يوظف أفعالا تدل على حركات يعبر الجسد خلالها عن حالة من الرهبة أوواو التوجس من خطر ما، حيث ابتدأت القصة بـ: «احتمينا بمرقص هروبا من رتابة الوقت وبرودة طقس أصيب بتغير بشكل مفاجئ»43. ويقول: وأودعنا معاطفنا لدى المكلف بذلك، وكأننا نتحرر من ثقل سفيه أراد بنا شرا»44.
ثم يقول: «كما اتخذنا منتزها خارج المدينة ملجأنا من العيون المتلصصة، كي لا ترشقنا بالنميمة»45.
من خلال أفعال الجسد (احتمينا/أودعنا/نتحرر/اتخذنا..) يبدو لنا الحدث يتطور بناء على كل حركة جسدية توحي بالرهبة والرغبة، الرهبة من الواقع والمحيط، والرغبة في الاحتماء بالحب وبالمشاعر: «وكانت حبيبتي تضمني بوله»46.
وسيتضح سبب ذلك التوجس ودوافعه من خلال تتبع سياق السرد إلى النهاية، حيث تنبثق صورة تتمظهر فيها حركات أخرى لأجساد غريبة توحي بالريبة والتوتر والقلق، يقول: «أحاط بنا رجال شداد غلاظ عابسو الوجوه يتطاير الشرر من عيونهم، يرتدون السواد لا يتكلمون إلا قليلا، أصواتهم حادة وقاطعة»47.
هنا نتوقف مع العلاقة بين اللغة المرسلة من الجسد في الصورة الأولى (جسد الأنثى) واللغة المرسلة في الصورة الثانية (أجساد الرجال الشداد العابسين)، فهي توحي بعلاقة تضاد وتنافر، وهاتان الصورتان بلا شك ترمزان من حيث التوظيف الدلالي إلى الجمال والقبح. الأولى تدعو إلى الحياة وتمثُّلِ الجمال، والثانية تبث لغة التسلط والقسوة ونحر كل مظاهر الجمال، يقول السارد: «سريعا، حطموا الآلات، وكسروا الكثير من المصابيح لدرجة صار المكان شبه معتم»48. إن حضور جسد المرأة هنا بغرض استعارة البعد الجمالي، (باعتباره دالا جماليا). هذا البعد الجمال يسعى بعضهم إلى طمسه. ومن حركة أجسادهم في القصة تبرز لغة بشعة، يتواصلون بها، هي لغة حقد وتدمير ونسف، وهو ما يبرر توجس السارد، ودوافع الرهبة التي يقاومها بالرغبة وبالنزوع نحو البحث عن الأمن أو ملجئ للحب والطمأنينة التي يفتقدها.
وعموما إن حضور المرأة في هذه النصوص يبرز أن المرأة كأنثى تستأثر بلب الرجل وتعيد تشكيل تفاصيل تناقضاته، فهي مرآة عاطفته، حيث تنعكس صورته: كائنا في حاجة للجمال احتماء من بشاعة القبح.
وتجدر الإشارة إلى أن القاص لم يحدد أسماء شخصياته القصصية، ذلك لأن شخصية كل نص لا تختزل ذاتها ووجودها في اسم تحمله، بل في نمط تفكيرها وطرق تصرفها وما تأتيه من فعل أو ردة فعل تعبر بها بحركة جسدية أو لفظية، سواء اقتادها العقل، أو اقتادتها العاطفة، أو الشهوة بإغراءات الجسد، أو دوافع الحلم والخيال. فالخيال والحلم ولغة الجسد وسائل تعبير وتفكير، هي من ضمن تركيب شخصية الإنسان، الذي قد يبدو متصالحا مع نفسه أو متناقضا معها، وذلك راجع إلى ما يتأثر به في مجتمعه من مفارقات كثيرة،
فعلى هذا الأساس أسس الكاتب ملامح شخصياته في هذه المجموعة طبقا لطبيعة الإنسان في الواقع المجرد، فالقاص لم يتكلف في رسم ملامح الشخصية المزيفة أو التي تدعي التحليق في سماء المثالية، وهذا ما برره النص الأول «قلت لي..» الذي افتتح به الكاتب المجموعة، حيث يشير ضمنيا إلى هذا الطرح: «أول مرة أراني مباشرة، ومن دون رتوشات، أقصد من دون أن تتدخل ريشة التعديلات المحققة للزيف (..) وتركتني عاريا أوجهني بمقت».
وبالتالي فقصص المجموعة، تعري الإنسان المعاصر، من دون أي رتوش، فهي تنتقد علاقة الرجل بالمرأة كنصف المجتمع، والمرأة كأنثى وعاطفة وجسد، وعلاقة الإنسان العربي بحاضره ومستقبله، علاقة الإنسان بنفسه أولا وبمجتمعه ثانيا، وعلاقته بالسياسة والانتخابات مثل ما حدث في قصة “شقاوة” تارة بشيء من السخرية وتارة بجدية وحزم. مع أن هذا النقد لا يبرز بشكل واضح، غير أنه يسيطر على نصوص المجموعة كلما توغلنا في عوالم المبدع عبد الرحيم التدلاوي. كما أن الكاتب يلجأ إلى التناص ليضفي على إبداعه بعدا جماليا مبنيا على قدرة في التوظيف، وتقنية فنية تُخرج النص القصصي عن النمطية والتقليد، أو السقوط في تكرار نفس البناء السردي.
خاتمة
وبهذا فإن قصص عبد الرحيم التدلاوي في منجزه القصصي «قلت لي..»، تتخذ من الحلم والخيال ولغة الجسد مرتكزات  لبناء النص قصد إبداع حكي مثير يحول ظاهر الأشياء إلى معاني ورموز ودلالات مفتوحة على تأويل متعدد، يختزن في طياته مؤشرات الفقد والانهزام،  وحالة التوجس والريبة من كل مظاهر التحول الطارئة في مجتمع الإنسان العربي، كما يختزل هذا الحكي ما يكشف رغبة الإنسان الدفينة في رؤية مظاهر الجمال متمثلة في الحب والأمن والأمان، وما من شأنه أن يحقق عبره الاتزان النفسي والعاطفي ويُطمئن حيرته الوجودية.
لهذا فقد وجدنا من خلال تتبعنا لهذه الموضوعات الثلاث أن القصص استثمرت لغتها وجميع مكوناتها السردية من أجل أن تنهض النصوص بقضاياها وموضوعاتها التي تمتاح مصداقيتها من الواقع، متوسلة بالخيال والحلم والجسد، باعتبارها  لغة لقول هذا الواقع وصياغته وفق رؤية فكرية ومعرفية، تعالج ما يُشغل بال الإنسان في الحياة المعاصرة، وما يُعرِّضه لقلق التوجس والرهبة من تحولات المجتمع وما يطرأ على سلوك الناس، كفعل الوصاية الفكرية والثقافية، وقضية الإرهاب، وتحولات المجتمع والحياة الحديثة، إذ يقوم برصدها من زاوية، أثرها السلبي على الإنسان وعلى قيمه الجمالية التي تنجذب طبيعته إليها.
الهوامش:
1 عبد الرحيم التدلاوي: «قلت لي…»، قصص، مطبعة البوغاز، مكناس، 2015.
2 يوسف الإدريسي: الخيال والمتخيل في الفلسفة والنقد الحديثين، مطبعة النجاح الحديثة، ط.1، 2005، ص: 7.
3 «قلت لي..»، ص: 75.
4 قلت لي..»، ص: 76.
5 قلت لي..»، ص: 60.
6 قلت لي..»، ص: 61.
7 نفسه، ص: 60
8 قلت لي..»، ص: 61.
9 قلت لي..»، ص: 62.
10 قلت لي..»، ص: 62.
11 قلت لي..»، ص: 62.
12 قلت لي..»، ص: 79.
13 علي محمد هادي الربيعي: الخيال في الفلسفة والأدب والمسرح، مؤسسة دار الصادق الثقافة، ط.1، 2012، ص: 29.
14 قلت لي..»، ص: 80.
15 كارل غ.يونغ: الإنسان ورموزه، سيكولوجيا العقل الباطن، ترجـ: عبد الكريم ناصف، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، ط.1، 2012، ص: 48.
16 كارل غ.يونغ، الإنسان ورموزه، سيكولوجيا العقل الباطن، ص: 55.
17 قلت لي..»، ص: 96.
18 توماس إليوت: موقع حكمة: https://www.hekams.com/.
19 كارل غ.يونغ: الإنسان ورموزه، سيكولوجيا العقل الباطن، ترجـ: عبد الكريم ناصف، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، ط.1، 2012، ص: 55.
20 قلت لي..»، ص: 65.
21 نفسه.
22 محمد السرغيني، قراءة في ديوان يتيم تحت الصفر، محمد عزيز الحبابي.
23 قلت لي..»، ص: 66.
24 سعيد بنكَراد: السيميائيات، النشأة والموضوع، عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المجلد.35، العدد.3، يناير-مارس 2007، ص: 7.
25 هنري برجسون: الطاقة الروحية، السابق، ص:9.
26  قلت لي..»، ص: 66.
27  نفسه.
28 «قلت لي..»، ص: 32.
29  «قلت لي..»، ص: 32.
30 «قلت لي..»، ص: 33.
31 سعيد بنكَراد: السرد الروائي وتجربة المعنى، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط.1، 2008، ص: 54.
32  كارل غ.يونغ: الإنسان ورموزه، سيكولوجيا العقل الباطن، ترجـ: عبد الكريم ناصف، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، ط.1، 2012، ص: 18.
33 قلت لي..»، ص: 19.
34  قلت لي..»، ص: 19.
35 قلت لي..»، ص: 19.
36 قلت لي..»، ص: 19.
37  قلت لي..»، ص: 20.
38  قلت لي..»، ص: 20.
39  قلت لي..»، ص: 91.
40  قلت لي..»، ص: 93.
41  قلت لي..»، ص: 91.
42  قلت لي..»، ص: 92.
 43 قلت لي..»، ص: 91.
44  نفسه.
45  قلت لي..»، ص: 93.
46 قلت لي..»، ص: 93.
47 قلت لي..»، ص: 94.
48 نفسه.
 (°) كاتب مغربي، عضو الراصد الوطني للنشر والقراءة
(°°) قاص، شاعر وناقد مغربي، من أعماله قطف الهديل، دوائر القلق، المشهد الأخير، طنين الشك، الطيور لا تنظر خلفها، أنامل الربيع، شفاه الورد، مفترق طرق، تائه وسط حواري التأويل، مقامات عشقية ….
تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 5 مايو 2025 - 20:08

القصابي بميدلت تستضيف باحثين في التاريخ والتراث بملتقاها الوطني لتوثيق تاريخ المنطقة وحفظ ذاكرتها الجماعية

الأحد 4 مايو 2025 - 18:10

العيون تحتضن ندوة علمية كبرى: من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية في إفريقيا

السبت 3 مايو 2025 - 10:44

وزارة الثقافة تسطر برنامجا وطنيا متنوعا احتفاء بأبي الفنون

الجمعة 2 مايو 2025 - 23:54

الحي المحمدي يحتفي بالمسرح في دورته الخامسة تكريما لروح الفنان الراحل أحمد كارس

error: