الحليمي يكشف تفاصيل تكوين المرشحين للمشاركة في إنجاز الإحصاء العام للسكان 2024

أنوار التازي الخميس 14 مارس 2024 - 09:00 l عدد الزيارات : 25336

أكد أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، بمناسبة اللقاء الصحفي المتعلق بانطلاق التكوين عن بعد لفائدة المرشحين للمشاركة في إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، أن عملية إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى، تتم حسب البرنامج التوقعي المسطر، حيث تم الانتهاء كليا من صياغة محتوى الاستمارة ومعالجتها المعلوماتية. كما تم الانتهاء من الأعمال الخرائطية التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية تجميع المعطيات لدى الأسر، حيث ستمكن، من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38.000 “منطقة إحصاء” وضمان التعداد الشامل للسكان دون إغفال أو تكرار، ومن التوزيع الأمثل للموارد البشرية واللوجستية خلال إنجاز الإحصاء.

وأوضح الحليمي، في مداخلته، أمس الأربعاء بالرباط، أن نسبة تقدم أعمال التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية و الأنشطة التي تمكن من تحيين معرفتنا بالنسيج الإنتاجي الوطني، بلغت حوالي 77% وستكتمل، كما هو متوقع، في شهر ماي 2024.

وأضاف المتحدث، في نفس السياق، فقد تم إبرام الصفقة المتعلقة باقتناء المعدات والبرامج المعلوماتية اللازمة للإحصاء. وتشمل هذه الصفقة، من جهة، اقتناء الأجهزة اللوحية أندرويد المزودة بحلول تكنولوجية تمكن من المراقبة  عن بعد(MDM)  ومن الاتصال بالصوت والمعطيات وكذا ببطاريات شحن خارجية، وتتضمن، من جهة ثانية، خدمات أخرى ذات الصلة، تشمل المراقبة والتخزين والأمن والمواكبة التقنية وإعادة التغليف بالإضافة إلى الخدمات اللوجستيكية اللازمة من أجل تغطية شاملة لمجموع التراب الوطني.

و قد تم هذا الاقتناء، يتابع الحليمي، في إطار اتفاقية ثلاثية بين المندوبية السامية للتخطيط وكل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والوزارة المنتدبة لدى وزارة الاقتصاد والمالية المكلفة بالميزانية، من أجل إعادة استعمال هذه الأجهزة اللوحية بعد الانتهاء من تجميع معطيات الإحصاء.

وشدد الحليمي، أن خيار رقمنة الإحصاء العام للسكان والسكنى، مكن من خلق هوامش للإنتاجية، مما سمح  بإغناء الاستمارة بمواضيع جديدة وإعطائها  كثافة مهمة من المعلومات حول ظروف معيشة السكان. وهذا ما سيمكن من توفير حزمة واسعة من المؤشرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مختلف المستويات، الوطنية والجهوية والمحلية، والمفيدة للوقوف على مستوى الانجازات وتنوير السياسات العمومية بخصوص تحديد الأهداف المستقبلية للمملكة في هذه المجالات.

وأكد، على أن نجاح هذه العملية على الباحث الذي يجب أن يتقن المفاهيم المعتمدة في الاستمارة ويكتسب الخبرة اللازمة من أجل تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال اللوحة الإلكترونية. وهذا يدل على المكانة المركزية لموضوع الإحصاء و المخصص لتكوين المرشحين للمشاركة في الإنجاز الميداني لعملية تجميع المعطيات لدى الأسر المقررة، من 1 إلى غاية 30 شتتنبر 2024 .

وسيتم تكوين الموارد البشرية المكلفة بإنجاز وتأطير الإحصاء عبر مرحلتين. ستمتد المرحلة الأولى على مدى ثلاثة أشهر وستكون عن بعد ومجانية، يليها تكوين حضوري سيستمر لبضعة أيام وذلك قبيل الانطلاق الرسمي للإحصاء.

وسجل المتحدث، بأن التكوين عن بعد الذي يعد ثمرة تعاون نموذجي بين الإدارة العمومية والعالم الأكاديمي، مكن من الجمع بنجاح بين خبرة المندوبية السامية للتخطيط في مجال الإحصاء وخبرة جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات UM6Pفي مجال تطوير منصات التكوين عن بعد.

وجاء في مداخلة الحليمي، “تم تطوير برنامج تكوين ملائم للمشاركين في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، يجمع بين إتقان المفاهيم المتعلقة بالقضايا الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع وتقنيات تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال تكنولوجيا المعلومات. كما يتم التركيز على جودة المعطيات، مع التأكيد على أهمية الشمولية والدقة طوال عملية الإحصاء. ويتناول البرنامج أيضًا التحديات التنظيمية واللوجستيكية والعملياتية التي يجب رفعها من أجل إعداد وإنجاز عملية كبرى مثل الإحصاء.”

وأوضح، أنه من أجل تحسين تجربة التعلم وتقديم دعم مخصص لكل مشارك، “قمنا بتطوير مساعد رقمي ذكي بفضل الذكاء الاصطناعي سيواكب المتعلمين في مسارهم التعليمي. بفضل تزويده بقاعدة معرفية مهمة قادرة على التكيف باستمرار، يمكن للمساعد التفاعل (أو الدردشة) في أي وقت (24س/24 و7أيام/7) مع المتعلمين بالعربية والدارجة والفرنسية.”

و تشمل وظائفه الرئيسية، الإجابة الآنية وبشكل دقيق وصريح على مختلف تساؤلات المتعلمين سواء فيما يتعلق بمفاهيم الإحصاء أو تقنيات تجميع المعطيات وكذلك استعمال تكنولوجيا المعلومات أوالجوانب التنظيمية. وتوجيه المشاركين للاختيارات الملائمة حسب احتياجاتهم وتساؤلاتهم. وفي حالة الأسئلة المعقدة، تحديد موضوعها وإحالتها على الخبراء لتقديم مزيد من التوضيحات. والتعلم والتكيف باستمرار ينتج عنه التحسن المستمر للقدرات على تلبية احتياجات المشاركين.

وأشار المتحدث، أنه إدراكا لأهمية هذا التكوين والمهارات التي يتيح اكتسابها ، سواء بالنسبة للإحصاء أو للتنمية الذاتية والمهنية للمشاركين، أردنا أن نجعله في متناول فئات عريضة.  وقد عرفت الدعوة لتقديم طلبات المشاركة، المفتوحة من 7 إلى 27 فبراير، نجاحا منقطع النظير حيث توصلنا بحوالي 500 ألف ترشيح من بينهم شباب حاملي الشهادات (42%) وطلبة التعليم العالي (29%) ثم الموظفون (19%) فالأجراء (8%) والمتقاعدون (2%). وعلى الرغم من رغبتنا في ضم أكبر عدد ممكن من المرشحين،  فإن طاقاتنا التكوينية المحددة في 200 000  مشارك حتمت إجراء انتقاء. يتم هذا الأخير بشكل أوتوماتيكي حسب المستوى الدراسي والخبرة المهنية مع مراعاة احتياجات عمليات الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين والمعايير الجغرافية لتغطية الوحدات الإدارية الأساسية.يقول الحليمي. مؤكدا أنه سيتم استدعاء المرشحين الذين تم قبولهم في هذه المرحلة لمباشرة تكوينهم عن بعد عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض من 15 مارس إلى غاية 15 يونيو 2024. www.formation-recensement.ma 

وخلص، إلى أنه سيتم، بعد ذلك، استدعاء المرشحين الذين اجتازوا مرحلة التكوين بنجاح، في حدود 55000 شخص، من أجل مقابلة على المستوى الإقليمي للتحقق من ملفاتهم وتقييم المهارات التي اكتسبوها. وستتم التعيينات بناء على الدرجات التي تحصلوا عليها والاحتياجات الجغرافية للعملية على الصعيد الجماعي. وسيتابع هؤلاء، بعد ذلك، تكوينا حضوريا خلال شهر غشت من أجل تعزيز استيعابهم للمفاهيم ومختلف مكونات التكوين والتدرب على استعمال اللوحات الالكترونية. وسيتم تعويض المشاركين في التكوين الحضوري وفقا للمرسوم رقم 2.23.580 الصادر في 7جمادى الآخرة (21 دجنبر 2023) المتعلق بمنح تعويض للمشاركين في تهيئ وإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى في المملكة. 

أما بالنسبة للمرشحين الذين أتموا التكوين عن بعد ولم يتم قبولهم لعدم مطابقة طلبهم للحاجيات المجالية للإحصاء، سيحصلون على شهادة المشاركة تشير لاستيعابهم للمميزات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأسر واكتسابهم لمهارات عملية في إنجاز واستغلال البحوث لدى الأسر.

وبخصوص محتوى التكوين، فإن هذا البرنامج مقسم إلى ثلاث وحدات: تركز الوحدة الأولى على إتقان المفاهيم الأساسية وأدوات جمع المعطيات لدى الأسر. وتتناول الوحدة الثانية تدبير المعطيات المجمعة مع التأكيد على أهمية الدقة والصدقية طوال عملية الإحصاء. وتهم الوحدة الثالثة عملية التنظيم الميداني للإحصاء.

وختم الحليمي، أن الإحصاء ليس مجرد تجميع للأرقام، بل يمثل فرصة لتحقيق تواصل ذي دلالة مع المواطنين. وتعد الثقة والتعاون في صلب منهج العمل، وأن نجاح هذه العملية يعتمد على هذا الأساس المتين.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 6 مايو 2025 - 00:13

إدارة الدفاع الوطني تطلق تنبيها أمنيا من خطورة اختراق الحسابات البنكية والبيانات الحساسة

الإثنين 5 مايو 2025 - 22:55

اختناق جماعي داخل مصنع “الكابلاج” بالقنيطرة وحالة استنفار قصوى بمستشفى الزموري

الإثنين 5 مايو 2025 - 22:30

تازة مسبقة على غزة.. تازة مسبقة على غزة

الإثنين 5 مايو 2025 - 21:44

دورة ماي بسيدي قاسم: إجماع جماعي حول مشاريع تخدم المواطنين

error: