وذكر بلاغ لوزارة التجهيز والماء أنه جوابا على سؤال حول الاستمطار الاصطناعي طرح بمجلس المستشارين، فإن الوزارة أفادت في سياق الإجابة ، أن عمليات الاستمطار الصناعي لاعلاقة لها بالفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض أقاليم الجنوب الشرقي للمغرب.
وأضاف الجواب أنه على عكس ماتم الترويج له في بعض المواقع الإلكترونية، لم يتم القيام بأية عملية لتلقيح السحب في المناطق المتضررة من السيول والفيضانات، مبرزا أن الأمطار الكثيفة التي سجلت في بعض أنحاء المملكة تعود إلى أحوال جوية استثنائية مرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية.
وشدد وزير التجهيز والماء على أن توقيت وكيفية إجراء عمليات الاستمطار تحدد بدقة، مع اجتناب الحالات الجوية القصوى التي يمكن أن تشكل خطورة، والمصحوبة بالنشرات الإنذارية.
وحسب البلاغ، فإن برنامج “الغيث” يتوفر على معدات متطورة، تتماشى مع البرامج العالمية الرائدة، مثل أجهزة رصد المعطيات الخاصة بفيزياء السحب، وأجهزة الاستشعار عن بعد، والتنبؤات قصيرة المدى، وشبكة للاتصالات، مشيرا إلى أن عمليات الاستمطار تنفذ سنويا خلال الفترة الممتدة مابين شهر نونبر وأبريل.
كما أن البرنامج يتوفر على 20 موقعا أرضيا مجهزا بمولدات أرضية لتلقيح السحب وبآليات دقيقة لقياس المعطيات الخاصة بفيزياء السحب موزعة على ثلاثة مراكز، وهي بني ملال، وأزيلال، والحاجب.
ومن المزمع، حسب البلاغ، تطوير وتوسيع برنامج “الغيث” ابتداء من هذه السنة وفقا لاتفاقية متعددة الأطراف بمساهمة وزارات التجهيز والماء، والداخلية، والاقتصاد والمالية، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مع إدارة الدفاع الوطني والدرك الملكي.
و يستخدم المغرب تقنية الاستمطار الصناعي لزيادة التساقطات المطرية في بعض المناطق، خاصة تلك التي تعاني من نقص في الموارد المائية. وتُعرف هذه العملية بـ”تلقيح السحب”، وتهدف إلى زيادة هطول الأمطار بطريقة اصطناعية من خلال التأثير في تكوين السحب المهيأة للأمطار.
إليك المراحل الأساسية وكيفية عمل هذه التقنية في المغرب:
- اختيار السحب الملائمة: يعتمد نجاح الاستمطار الصناعي على تحديد السحب المناسبة، وهي عادةً السحب الركامية المهيأة للتكثف ولكنها لا تهطل مطرًا كافيًا بشكل طبيعي. يتم ذلك باستخدام تقنيات رصد الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية لتحديد مواقع السحب المناسبة.
- تلقيح السحب: يجري تلقيح السحب بمواد كيميائية مثل يوديد الفضة أو أملاح معينة تعمل على تحفيز تكثيف بخار الماء داخل السحب، ما يؤدي إلى زيادة وزن قطرات الماء وتكاثفها لتسقط على شكل مطر. يتم رش هذه المواد عبر طائرات مجهزة لهذا الغرض، أو من خلال قذائف يتم إطلاقها باتجاه السحب.
- الرصد والمتابعة: تقوم فرق الأرصاد الجوية المغربية بمتابعة نتائج الاستمطار الصناعي وتقييم كفاءة العملية. ويعد تتبع حركة السحب والتأكد من كفاءة الرش جزءًا أساسيًا لضمان فعالية هذه التقنية وتحقيق أقصى قدر من التساقطات.
- التأثير في موارد المياه: يساهم الاستمطار الصناعي في تحسين مستويات خزانات المياه السطحية والجوفية، وهو ما يُعد حلاً مستدامًا، خاصة في ظل التغيرات المناخية وقلة التساقطات. ويهدف البرنامج الوطني للاستمطار الصناعي إلى دعم الزراعة وزيادة توفر المياه للشرب والاستخدامات الأخرى، إذ يسهم في حماية المناطق التي تعتمد على الزراعة وتربية الماشية من الجفاف.
تعليقات
0