بموضوع حول الماء والواحة: إسماعيل هواري ضمن الفائزين في المسابقة الوطنية للاستحقاق الثقافي والفني

أحمد بيضي الأحد 26 يناير 2025 - 16:39 l عدد الزيارات : 183220

من بين الفائزين في صنف الشعر ضمن الدورة الرابعة من المسابقة الوطنية للاستحقاق الثقافي والفني، والتي تنظمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، حصل إسماعيل هواري (من مريرت بإقليم خنيفرة) على المرتبة الثالثة في هذه المسابقة الوطنية، عن قصيدته باللغة الإنجليزية، والموسومة بعنوان The Droplet of a Hummingbird، والتي تعني بالعربية “قطرة طائر الطنان”، وتتناول موضوعا شديد الأهمية يتمحور حول الماء والواحة، مسلطة الضوء على قضية الاستدامة البيئية وأهمية الموارد المائية في استقرار المجتمعات المحلية، لا سيما في واحات الجنوب الشرقي للمغرب.

استلهمت القصيدة مضمونها من خطاب خطاب العرش 2024، حيث دق جرس الإنذار بشأن الوضع المائي المتأزم في المغرب، ومن هذا المنطلق، استحضرت القصيدة مقولة الراحل الملك الحسن الثاني: “إن الحرب القادمة هي حرب الماء”، لتقدم معالجة شعرية عميقة لهذه الإشكالية، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجه الواحات المغربية، وذلك في أسلوب رمزي يدمج القصيدة بين قصة طائر الطنان وقطرة ماء، لتقدم رؤية شعرية تدعو إلى التفكير في أهمية الأفعال الصغيرة وقدرتها على تحقيق تغيير كبير، والقصة، المستوحاة من تراث شعب الكينوا في بيرو، تروي كيف ساهمت أنثى طائر الطنان في إخماد حريق هائل بحمل قطرات ماء صغيرة بمنقارها.

ومن خلال هذه الرمزية، تعبر قصيدة إسماعيل هواري عن دور الفرد في مواجهة التحديات الكبرى، مؤكدة أن حتى أصغر الأفعال يمكن أن تترك أثرا غير متوقع، فيما استطاعت هذه القصيدة كذلك أن تمزج بين جماليات التعبير الأدبي والتقنيات السردية الحديثة، مستوحية نماذج من الأدب العالمي مثل “ألف ليلة وليلة”، و”عالم صوفي”، وأعمال موري كورتيل، كما تطرقت إلى قصص مثل “مكتبة بابل” التي ألهمت أجيالا من القراء بعمقها الفلسفي والإنساني، وباستخدام حوار بين النخلة وطائر الطنان على لسان قطرة ماء، أعادت القصيدة صياغة فكرة الماء كرمز للحياة والاستمرارية، ليس فقط للنخلة أو الواحة، بل أيضا للوطن والإنسانية.

كما أن القصيدة تتجاوز كونها عملا أدبياً إلى كونها دعوة للتأمل في أثر “الأفعال الصغيرة” كما يعبر عنها مبدأ “أثر الفراشة”، حيث يمكن لتصرف بسيط أن يغير مسار الأحداث بشكل غير متوقع، من خلال هذا الإطار، تبرز القصيدة أهمية المبادرات الفردية في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز الوعي بأهمية الماء كعنصر أساسي للحياة، ومن خلال هذا العمل الشعري الفائز في المسابقة المذكورة، يذكرنا كاتبها، إسماعيل هواري، بأن كل فرد لديه القدرة على إحداث تغيير إيجابي، مهما كان صغيراً، وبهذا، تنضم قصيدته إلى قائمة الإبداعات الأدبية التي تسهم في إعلاء القيم الإنسانية، وتعزز الإيمان بقدرة الفرد على مواجهة التحديات الكبرى.

تبقى الإشارة إلى أن إسماعيل هواري، الفائز بالمرتبة الثالثة، هو باحث في الأعمال السينمائية، من أعماله “خطاب السينما المغربية وتخوم التربية”، “الفن الملتزم: مقالات في السينما والتشكيل”، وقد فات أن تم تتوجيه، خلال مارس العام الماضي 2024، من طرف ذات المؤسسة بالرتبة الثانية وطنيا لجائزة الاستحقاق الثقافي والفني (صنف البودكاست المدرسي).

والجدير بالذكر أن “مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين” كانت قد أحدثت هذه الجائزة سنة 2020، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وهي تهدف إلى تشجيع الكفاءات التربوية الموهوبة من خلال التعريف بأعمالهم الإبداعية وتثمينها، وبخصوص الدورة الرابعة لهذه الجائزة، فقد خصصت للشعر ست لغات، هي اللغة العربية، الدارجة المغربية (الزجل)، الحسانية، الأمازيغية، الفرنسية وبالإنجليزية، حيث أعلنت مؤسسة محمد السادس عن تلقيها، في هذا الصدد، ما مجموعه 217 ترشيحا، اختارت منها ست لجان 18 فائزا تميزوا بجودة وأصالة أعمالهم المُترشحة.

وتجدر الإشارة إلى أن الفائزين في الشعر باللغة الإنجليزية تضم، إلى جانب إسماعيل هواري، عواطف الإدريسي بوخريص (من سلا)، عن قصيدة “The Words Weaver” (نسَّاج الكلمات)، ومعاذ بنوزكري (من القنيطرة) عن قصيدة “A Year in the Life of a Dreamer” (عام في حياة الحالم)، أما صنف الشعر العربي فأسفرت نتائجه عن فوز آمال الرحماوي (من تيفلت) عن قصيدة “لست شجرة” ورشيد الخديري (من الرباط) عن قصيدة “نُثَارُ هِيدْرَا” ثم يوسف الأزرق (من الصويرة) عن قصيدة “قصائد الصويرة”.

أما بخصوص الشعر باللغة الأمازيغية، فحملت لائحة النتائج فوز فاطمة فائز (من أكادير) عن قصيدة “لالا تامورت”، مريم ادريسي (من مكناس) عن قصيدة “احمنا أيها الحب” ولحسن أموري (من أكادير) عن قصيدة “الحرية”،  فيما سجل صنف الشعر باللهجة الحسانية فوز الولي ماء العينين (من العيون) عن قصيدة “صحبة لكتوب”، محمد مولود الأحمدي (من بوجدور) عن قصيدة “فربع قرن” وعائشة الشيخ ماء العينين (من طانطان) عن قصيدة “لخلاق ولمروة والدين”.

وفيما يتعلق بصنف الشعر بالدارجة المغربية-الزجل، فجاء الفوز من نصيب صباح بنداوود (من تيفلت) عن قصيدة “الدمعة”، يوسف الموساوي (من سلا) عن قصيدة “باش تكون ناي”  ويوسف تهوش (من برشيد) عن قصيدة “بابلو”، فضلا عن صنف الشعر باللغة الفرنسية  الذي تميز بفوز ليلى صاحب الطابع (من الرباط) عن قصيدة “Il y avait” (كان هناك)، الحسين بولسان (من شتوكة آيت باها) عن قصيدة “Rayon et grillon” (شعاع وصرَّار) ثم منير مصدق (من فاس) عن قصيدة “Promesse du matin” (وعد الصباح).

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 5 مايو 2025 - 13:09

ألباريس يشيد بدعم المغرب في أزمة الكهرباء ويتحدث عن فتح الجمارك…

الإثنين 5 مايو 2025 - 12:31

المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تحل بالمغرب

الإثنين 5 مايو 2025 - 10:55

افتتاح أشغال ندوة حول موضوع “البرلمان المغربي وقضية الصحراء المغربية: من أجل دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال”…

الإثنين 5 مايو 2025 - 10:08

مراكش تستعد لاحتضان أول قمة إفريقية لتمكين الشباب غير المنخرطين في العمل أو التكوين

error: