- أحمد بيضي
أجمع المشاركون والمشاركات في ختام “ندوة الداخلة” المنظمة من طرف رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، على “أن موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة ترتبط بالسياقات الدولية والإقليمية والجهوية، وبالتحولات المتسارعة، للتجاذبات وتعقيدات المصالح الدولية الكبرى، وأثر ذلك على الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية”، و”أن الترافع عن الوضع الإقليمي والجهوي والدولي، يحتاج إلى سؤال ثقافي مؤطر لكافة الأوضاع والقضايا، على اعتبار أن كافة الضفاف، تعيش على إيقاع عالم، معولم يعرف اكتساح القيم الليبرالية القائمة على الفردانية واقتصاد السوق، بما يدعو إلى تعزيز الشراكات في أبعادها المتعددة بما يخدم الإنسان والإنسانية”.
ولم يفت المشاركات والمشاركين في الندوة التأكيد على أن “التوجه نحو إفريقيا اليوم بأبعاد التنمية الإفريقية في إطار السياقات الدولية، ليس ترفا فكريا أو موضوعا عارضا، بل هو موضوع جوهري، في قراءة منظومة كاملة والشروع في خلق خرائط تشاركية في تدبير العلاقات العابرة للحدود”، مع “اعتبار السؤال الثقافي، مساهما فعليا في تنزيل الحاجيات التنموية للمجتمعات الإفريقية، مما يدعو كافة المؤسسات إلى جعل الثقافة ممارسة مجتمعية ورافعة للاقتصاديات المهيكلة، وجسرا بين الدول الإفريقية في إطار التعاون وسياسة رابح رابح التي دعا إليها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.
وفي ذات السياق، أكد المشاركون في الندوة المنظمة حول “التوجه نحو إفريقيا – أبعاد الشراكة المغربية الإفريقية”، “أن تحديات السياق الدولي، تدعو إفريقيا أكثر من أي وقت مضى، شعوبا ومؤسسات، إلى التضامن والتعاون، واستحضار الخرائط الكفيلة بمد الجسور عبر فتح كافة المجالات البحرية والجوية والبرية، لتقوية الخطوط بين مدننا الإفريقية”، مع دعوة كافة الاتحادات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية إلى “توحيد السفينة الإفريقية، للدفاع عن العدالة بين كافة الضفاف بالندية والتكافؤ“، إضافة إلى اعتبار “الاستقرار والأمن الإفريقي هو البوابة الفعلية لإرساء تنمية إفريقية حقيقية، في مواجهة كافة أشكال التطرف والجريمة العابرة للحدود”.
وعلى الصعيد ذاته، لم يفت المشاركين والمشاركات، اعتبار التجربة المغربية المعتمدة على سياسة رابح رابح، موضوع التعاون القاري والاقليمي، “رهان استراتيجي للتنمية الافريقية المستدامة، والتشارك بين المغرب وإفريقيا في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، نموذجا للاشتغال وخلق ممرات للتبادل التنموي كفيلة بالنهوض بالمجال الإفريقي“، مع دعوة كافة الضفاف الإفريقية إلى “جعل المثقف والمثقفة، في محور التنمية كي نعطي للفكر والمعرفة دورها الطلائعي في النهوض بالإنسان الإفريقي”، وإلى “فك النزاعات الإقليمية والجهوية، باعتماد الحوار والتواصل، بعيدا عن النزعات الذاتية الضيقة من أجل إفريقيا موحدة ومتضامنة ومنتجة”.
جاء ذلك في بيان جرى تعميمه على هامش الندوة الفكرية والثقافية المنظمة، على مدى أيام 25 و26 و27 يناير 2025 بمدينة الداخلة، تحت شعار “الامتداد جنوب جنوب رهان المغرب الاستراتيجي”، من طرف رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، وجهة الداخلة وادي الذهب وباقي الشركاء، بمشاركة غانا كضيف شرف، حيث حرص المشاركون والمشاركات على “التنويه بالخطوة الدبلوماسية البارزة في إعلان جمهورية غانا مؤخرا سحب اعترافها بجبهة البوليساريو وتعليق علاقتها مع هذا الكيان الوهمي“، وفق مضمون البيان.
ومن خلال أشغال “ندوة الداخلة”، تم اعتماد “مختلف النقط والمحاور والقضايا التي استحضرتها مداخلات المشاركات والمشاركين، والنقاش الجاد والمسؤول”، حيث تميزت جلستي الندوة بمحاور هامة همت أساسا “الفكر الوحدوي المغربي المغربي الافريقي من خلال الوثائق الملكية“، “جهة الداخلة وادي الذهب جسر التبادل الثقافي بين المملكة المغربية والقارة الافريقية”، فضلا عن موضوعي “إفريقيا مهد الانسانية وأرض التمازج العرقي، والشراكة المغربية الإفريقية تعاون بمقاربة رابح رابح”.
تعليقات
0