نظم منتدى المبادرات الشبابية و مركز الاستشراف الاقتصادي و الاجتماعي مساء الجمعة 14 مارس 2025 بالرباط، مائدة مستديرة تحت عنوان: غلاء الأسعار في المغرب؛ أزمة معيشة أم سياسات اقتصادية.
وشارك في تأطير هذه المائدة المستديرة، أساتذة جامعيون وخبراء وهم خالد اشيبان خبير اقتصادي، و بدر الزاهر الارزق أستاذ بجامعة الحسن الدار البيضاء، و علي الغنبوري رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، وايمان الرازي أستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وشكل هذا اللقاء، فرصة و لحظة فارقة لمناقشة وتسليط الضوء على أزمة غلاء الأسعار وتداعياتها على الواقع الاجتماعي الذي يزداد احتدامًا في صفوف المواطنين المغاربة خاصة الطبقة الفقيرة، إذ لم تعد الأزمة مجرد مؤشرات اقتصادية باردة، بل بات لها انعكاس في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، في أنين الطبقات الوسطى التي تتلاشى، وتعالي أصوات الفئات الهشة التي استنزفتها آلة السوق المتوحشة.
وسلط المشاركون الضوء على أزمة الغلاء باعتبارها معادلة يتشابك فيها الاقتصاد بالسياسة، حيث تغدو القدرة الشرائية للمواطن مقياسًا صريحًا لمدى حضور الفاعل الحكومي كمهندس مسؤول، على تدير السوق بآليات محاربة الاحتكار والمضاربة والسماسرة.
وأكد المشاركون على أن الغلاء لم يعد اليوم مجرد متغير عابر، بل أصبح سمة بنيوية مهيكلة تؤطر المشهد الاقتصادي والاجتماعي، في ظل سياسة حكومية تبدو أقرب إلى اللا مبالاة المؤسسية، تغيب فيها حتى القرارات الشكلية في إدارة الأزمة.
وقارب المشاركون هذا الموضوع، في هذه المائدة المستديرة بتشخيص الأزمة، وتسليط الضوء على أسباب تهاوي مؤشرات القدرة الشرائية، حيث الغضب الشعبي يتصاعد وحيث الهوة بين خطاب الحكومة وواقع الناس تتنامى، تبرز ضرورة إعادة التفكير في السياسات الاقتصادية برؤية نقدية تضع الإنسان في صلب المعادلة، بل وتضع الاستقرار الاجتماعي كمحدد أساس، بعيدا عن التوازنات الماكرو-اقتصادية، فالاقتصاد، ليس مجرد سوق، بل علاقة اجتماعية تعكس طبيعة العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها.
وشكلت المائدة المستديرة فرصة لطرح العديد من الأسئلة حول طبيعة الاقتصاد وأدوار الدولة وتخفيف العبء عن المواطنين وحماية قدرتهم الشرائية.
تعليقات
0