ادريس لشكر يلقي كلمة قوية و يوجه رسائل واضحة للحكومة ..لا سلم اجتماعي بدون حوار ولا نزاهة انتخابية دون ضمانات واضحة

أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، خلال مشاركته في احتفالات فاتح ماي بالدار البيضاء تحت شعار “لا تنازل، لا مساومة على الحقوق العادلة والمشروعة”، أن حضور الاتحاد إلى جانب الشغيلة المغربية، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، وفعاليات سياسية ونقابية مختلفة، يربط الماضي بالحاضر، ليس فقط وطنياا بل إنسانيا.

وشدد لشكر على أن هذه المناسبة تشكل وفاء لأول تظاهرة وأول خرجة قامت بها الطبقة العاملة منذ أزيد من 150 سنة بمدينة شيكاغو سنة 1886، للمطالبة بحق الأجير في العيش بكرامة في معمله، واحترام حقوق العمال، وممارسة الحق في الحياة بكل كرامة مضيفا: “ها نحن اليوم متضامنون ومتواجدون سياسيين وفعاليات من النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، وفعاليات مختلفة من تنظيمات مختلفة لنعلن جميع دعمنا للفيدرالية الديمقراطية للشغل، ونعلن جميعا أننا داعمون ومساعدون للطبقة العاملة ولحقوقها ومغاربها” معتبرا أن فاتح ماي هو كذلك مناسبة لتأكيد الموقف الثابت من مختلف القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلا: “هي مناسبة كذلك لتأييد موقفنا معكم فيما يتعلق بكافة القضايا المطروحة، وبدءا من القضية التي عبر المغرب برمته ملكا وشعب أنه داعم لها ومساند لها، وهي قضية الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من تقتيل وتعذيب”، موضحا أن الشعب المغربي لا يكتفي بالشعارات، بل يعبر بالفعل عن دعمه للقضية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس، مؤكدا: “نحن في المغرب لا يقف تضامننا ومساندتنا عند الشعارات، بل نعبر بالملموس أننا شعب، وأننا وطن داعم لشعبنا الفلسطيني بالإبقاء على قضيته والدفاع عن ألا تُمسح هذه القضية من المحافل الدولية، بالصمود حتى تتحرر كل فلسطين في إطار حدودها المحددة في 4 يونيو.”

تحية للمرابطين في الصحراء المغربية..

ولم يفوت لشكر المناسبة دون التذكير بأبناء الوطن المرابطين في المنطقة العازلة للدفاع عن الوحدة الترابية، قائلا: “وطنيا لا يجب أن يتم الإغفال عن أبنائكم الموجودون اليوم في المنطقة العازلة للدفاع عن الثغور والوحدة الترابية، ذلك الشاب وتلك الشابة القادمان من ربوع المملكة، لينزلوا بالمنطقة العازلة في درجة حرارة مرتفعة وظروف طبيعية صعبة، ويبقون صامدين ويتعرضون لضربات غادرة من طرف جيراننا الذين يحركون البوليساريو”، مضيفا: “هي مناسبة كذلك لنؤكد دعمنا ومساندتنا لأبنائنا المتواجدين في الصحراء المغربية، ولنعلن مساندتنا لكافة القوات المسلحة الملكية المدافعة عن كل الثغور من الشرق شمالاً إلى أقصاه جنوباً.”

العمل النقابي تراجع 100 سنة إلى الوراء بسبب الحكومة..

وعاد لشكر ليسقط ما حدث في شيكاغو على ما آل إليه الوضع في المغرب، قائلا: “عندما ذكرت ما حدث في شيكاغو سنة 1886، فلنرجع ونتداول ونعبر ماذا يعني العمل النقابي الذي كان قبل 150 سنة، كانت النقابات تناضل فقط من أجل تحسين أوضاعها، وكانت لا حل لها إلا المعركة والإضراب.. اليوم، مع كامل الأسف، مع هذه الحكومة يمكن أن نعتبر أننا رجعنا 100 سنة إلى الوراء”. مشددا على أن العمل النقابي تطور عالميا وأصبح طرفا في صياغة السياسات إلى جانب الباطرونا والحكومات، قائلا: “هو تقليد حاول الاتحاد الاشتراكي أن يحسس له في حكومة التناوب عبر فقيدنا وأخينا عبد الرحمن اليوسفي، الذي فتح حوارا ثلاثيا”، قبل أن يتابع قائلا: “لا يمكن أن نشتغل على السلم الاجتماعي في الوقت الذي تستبعد فيه نقابة قوية كالفيدرالية الديمقراطية للشغل من الحضور في الحوار المركزي.”

الحكومة رفضت تقصي الحقائق حول الدعم الموجه لمحاربة الغلاء..

وتابع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: “نحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذين كنا واعين بجور الصمود الذي تقوم به الحكومة، انخرطنا بكل مسؤولية مع فرق المعارضة بالبرلمان من أجل الدعوة إلى لجنة تقصي الحقائق في ما آلت إليه الأمور من الدعم المالي لمحاربة الغلاء.. مع كامل الأسف، دستوريا لم نتمكن، ولم تتجاوب الحكومة مع لجنة تقصي الحقائق” متسائلا: “لو كانت الحكومة تريد أن تعبر عن حسن نيتها، لكانت انخرطت وجاءت إلى البرلمان وقدمت توضيحات بهذا الشأن”

البلاد سخفانة سياسيا وتحتاج الى شوكة إنعاش عبر ملتمس رقابة..

وقال لشكر: “لذلك هي مناسبة ومحطة لنعلن من جديد أنه لا خيار أمامنا جميعاً لكي ننصف الطبقة العاملة والشعب المغربي من الغلاء ومن المستفيدين من ريع هذا الغلاء والزيادة المهولة في الأسعار”، وتابع: “نحن في الاتحاد الاشتراكي، ومع كافة الفرقاء في المعارضة، لا نرى حلا لإجبار هذه الحكومة على الجلوس والتفاوض والتحاور، أو حتى إسقاطها، إلا بملتمس الرقابة، الذي ندعو كافة الفاعلين لدعمه وإخراجه للوجود”، كما رد على من يعتبر أن الظروف غير مناسبة بسبب اقتراب تنظيم مونديال 2030 والبطولة الإفريقية، قائلا: “يجيبنا البعض اليوم أن بلادنا في طريقها إلى المونديال والبطولة الإفريقية وبصدد أوراش كبيرة، وأن كل نقاش حول حقوقكم ربما سيؤثر على هذه الأوضاع. ونحن أحرص على مصالح هذه البلاد التي تعاني من التعب السياسي، من سخفانة سياسية، ولابد لها من شوكة إنعاش، وهذه الإبرة لا يمكن أن تكون إلا بملتمس رقابة حقيقي.”

التمثيلية النقابية مغشوشة في القطاع الخاص..

وانتقد لشكر بشدة تذرع الحكومة بمسألة “النقابات الأكثر تمثيلية”، قائلا: “تم إحداث لجان إدارية وهمية في القطاع الخاص، وما سُمي من الطبقة العاملة كان أحياناً فقط على المحاضر، وأنتجت تمثيليات غير حقيقية، لكي يقولوا لنا: ليس لدينا 6%، ولكي لا يُحاوروا النقابات الصادقة والممثلين الحقيقيين، وعلى رأسها أنتم، في الفيدرالية الديمقراطية للشغل.”

الانتخابات المقبلة تحتاج نزاهة وضمانات للحقوق والحريات..

وقال لشكر: “نحن متأكدون أن المدخل الوحيد، سواء للإنعاش السياسي أو الحوار الحقيقي، وحتى فيما يتعلق بالانتخابات القادمة، يجب أن نتفاهم بكل صراحة كيف ستمر، لنضمن لها نسبة حقيقية من النزاهة.. يجب أن تخبرونا فيما يتعلق بالحقوق والحريات: أية ضمانات ستقدمون لنا مستقبلا؟”مشددا على ضرورة حضور رئيس الحكومة أمام البرلمان، قائلا: “لابد لرئيس الحكومة أن يمتثل أمام برلمان الأمة، ويناقش مع ممثلي الشعب هذه الأوضاع الصعبة التي أصبحت في تطبيق أوراش إصلاحية حقيقية.”

تحويلات مالية دون شفافية… و13 مليار درهم تمر في صمت..

وعن الجانب المالي، قال لشكر: “أنتم ترون الطريقة التي تم بها تمرير مرسوم في لجنة المالية، والذي ليس له أي علاقة بالأعراف والتقاليد التي كانت تتعلق بفتح أي اعتماد جديد، والذي كان يتطلب المساءلة والمحاسبة” مضيفا: “هم الآن جاءوا بأمر يتعلق بتحويل الاعتمادات، واعتمادات جديدة تفوق 13 مليار درهم، وأرادوا تمريرها في جلسة.. وإذا سألت نواب الأمة: أين ستذهب هذه الاعتمادات؟ لن يعطوك حتى لائحة المؤسسات وشركات الدولة التي سيتم منها هذه المبالغ” حيث ختم كلمته قائلا: “لذلك أقولها… لا يمكن الحديث عن سلم اجتماعي في غياب حوار حقيقي يُشرك النقابات الصادقة، وعلى رأسها الفيدرالية الديمقراطية للشغل.”