“بيت الشعر في المغرب” يحتفي بالشاعر عبد الله زريقة: حفل توقيع إصداره الجديد وعرض مسرحي مقتبس من أعماله

أحمد بيضي

يخصص “بيت الشعر في المغرب” و”جمعية أنفاس للثقافة والفن”، بشراكة مع “المسرح الوطني محمد الخامس”، أمسية احتفائية بالشاعر والكاتب المغربي عبد الله زريقة، وذلك مساء الأحد 4 ماي 2025، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط، وهي مناسبة ثقافية متميزة للاحتفاء بمسار شعري وأدبي أثبت حضوره النوعي في مشهد الإبداع المغربي الحديث.

يتوزع برنامج هذه الأمسية على عدة محطات رئيسية، تشمل كلمة افتتاحية لبيت الشعر في المغرب، تليها قراءات شعرية يقدمها عبد الله زريقة من مختاراته، إضافة إلى حفل توقيع كتابه الجديد “هم وجسدي ما يبقى من الكتابة”، الذي يضم دراسات وشهادات وإضاءات حول تجربته، كما سيُختتم اللقاء بعرض مسرحي بعنوان “هم”، مقتبس من أحد نصوصه، في تجسيد فني لتقاطعات الشعر والمسرح.

ويذكر أن عبد الله زريقة، هو شاعر وروائي وقاص وناقد وكاتب مسرحي مغربي، حصل على الإجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1978، وفي السنة نفسها، عاش تجربة الاعتقال السياسي، حيث أُدين بسنتين سجنا بسبب قصيدة اعتبرت “مزعجة” خلال فترة سنوات الرصاص التي عرفها المغرب، وقد شكلت تجربة السجن محطة محورية في مسار زريقة وأثرت بعمق في رؤيته الشعرية وعلاقته بالكتابة.

منذ انخراط زريقة المبكر في النضال الطلابي داخل صفوف “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” (أوطم)، ظل صوتا منحازا لهموم الوطن والطبقات الكادحة المجروحة، متشبثا بأحلام المهمشين وانتصارهم المشروع للحرية والكرامة، ولم تتوقف إبداعاته عند حدود الشعر، بل امتدت إلى الرواية والنقد المسرحي، مما أضفى على تجربته طابعا غنيا ومفتوحا على تعدد الأجناس الأدبية.

شكل ديوانه الأول “رقصة الرأس والوردة” (1977) منعطفا في مسار القصيدة المغربية الحديثة، وأعقبه عدد من الإصدارات مثل: “ضحكات شجرة الكلام” (1982)، “زهور حجرية” (1983)، “تفاحة المثلث” (بالتعاون مع الفنان عباس صلادي، 1985)، “فراشات سوداء” (1988)، “فراغات مرقعة بخيط الشمس” (1995)، “حشرة اللامنتهى” (2003)، “إبرة الوجود” (2008)، “سلحفاة المحو” (2018)، و”سكر المحو” (2020).

وبينما يوصف عبد الله زريقة بالشاعر الذي لا يتكرر، وبالصوت الشعري المتجدد الذي استطاع أن يتخطى خارطة الإبداع العربي إلى خارج حدود اللغة العربية بفضل الترجمات التي نقلت أعماله إلى لغات عدة، فإن إقامة الأمسية، ب “بيت الشعر في المغرب” و”جمعية أنفاس” يكون تكريمه هو تكريم لثقافة لا تزال تراهن على الكلمة الحرة وعلى الشعر باعتباره ممارسةً وجودية وجمالية قادرة على مساءلة العالم والارتقاء بالوجدان.

وعن العرض المسرحي “هُم”، الذي ستقدمه فرقة “أنفاس” فهو بتوقيع المخرجة أسماء هوري، وتأليف عبد الله زريقة، وبمشاركة نخبة من الفنانين، من بينهم هاجر الشركي، زينب علجي، عبد الرحيم التميمي ومحمد شهير، بينما يتولى أمين بودريقة تصميم السينوغرافيا، ويتكلف رشيد الرومي بالتأليف الموسيقي، مع أداء موسيقي لكل من عبد العالي الروداني وأسامة بورواين، ويتولى كرم عمر مهمة المحافظة على العرض.

وللمخرجة أسماء هوري عدة عدة أعمال من أبرزها: “دموع بالكحل”، “خريف”، “الزمان”، “المدينة لي”، “ميزان الما فوق الخشبة”، “انت هو”، “الذهان 4,4″، و”شتاء وجحيم“، وقد نالت هوري جوائز مرموقة، من بينها الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، وجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي في الجزائر عن مسرحية “خريف”، إضافة إلى جائزة التميز الأولى للمرأة المغربية المبدعة بالرباط.