افتتحت مساء الجمعة الدورة الـ 23 من مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك، مسلطة الضوء على التفاعل المتزايد بين سينما التحريك وألعاب الفيديو.
ويشارك في هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نخبة من المخرجين والفنانين والمنتجين المغاربة والأجانب البارزين في هذا المجال.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، أنييس أومروزيان ، أن المعهد ظل ملتزما، منذ 23 سنة، بدعم هذا الموعد السنوي المخصص لسينما التحريك، مشيرة إلى أن المهرجان يعد موعدا متميزا لعشاق الصورة المتحركة ولكل من يؤمن بالثقافة كأداة للابتكار والحوار بين الشعوب.
وأكدت أومروزيان على وجاهة اختيار موضوع هذه الدورة المتمثل في الحوار بين سينما التحريك وألعاب الفيديو، باعتبارهما عالمان متوازيان يتحدان اليوم للنهوض بحدود الإبداع، مضيفة أن المغرب وفرنسا لديهما الكثير ليتقاسمانه في هذه الديناميات، مستشهدة على الخصوص بالتعاون الفرنسي المغربي في مجال ألعاب الفيديو.
وأشارت، على وجه الخصوص، إلى برنامج “حاضنة ألعاب الفيديو” الذي أ طلق في مارس الماضي ويهدف إلى دعم رواد الأعمال المغاربة في مجال ألعاب الفيديو وتطوير مهاراتهم وربطهم بمنظومات دولية.
من جهته، أفاد نائب رئيس مؤسسة عائشة، مسعود امحمد، إن المهرجان يجمع من جديد هذا العام المهنيين والشغوفين حول فن يشهد تطورا مستمرا، مضيفا أن هذا الحدث أصبح، على مر السنين، فضاء للتبادل والتكوين حول أفضل أعمال التحريك.
واعتبر أن الدورة الحالية تشكل منعطفا نحو المستقبل عبر موضوع جذاب ويكتسي راهنية هو التحريك وألعاب الفيديو، مضيفا أن هذا الموضوع “يخاطب الشباب المغربي لشغفه بها وكونه يفتح آفاقا واعدة”.
وتميز حفل الافتتاح بتقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل (تدفق)، وهو عمل فرنسي-بلجيكي-لاتفي حاز على جائزتي سيزار والأوسكار، وسجل حضورا متميزا في مهرجان آنسي، وأزيد من مليون مشاهد على المستوى الدولي.
ويروي هذا الفيلم قصة قط يستيقظ في عالم غمرته المياه واختفت فيه البشرية، ويجد مأوى على متن قارب مع حيوانات أخرى. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه ليس الماء، بل التعايش والتفاهم مع الآخرين.
كما تم خلال الحفل تكريم المخرج التونسي زهير محجوب، ورائد سينما التحريك الكونغولي جون ميشال كيبيشي، إضافة إلى تكريم المخرجة المصرية الراحلة زينب زمزم.
كما تم منح الجائزة الكبرى عائشة للرسوم المتحركة 2025 لمشروع فيلم “بيت بلا سقف”، وهي جائزة تبلغ قيمتها 50 ألف درهم.
ويقدم المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة عائشة بشراكة مع المعهد الفرنسي بمكناس، برنامجا غنيا يتضمن إلى جانب العروض السينمائية، منتدى المهن المبتكرة الذي يروم تعزيز التبادلات المثمرة وتقاسم التجارب.
وسيتيح هذا المنتدى للمشاركين فرصة التواصل مع مهنيين وخبراء دوليين، من خلال محاضرات تفاعلية ولقاءات مباشرة، مما سيسهم في تحفيز الإبداع وتوسيع شبكات التعاون.
وسيناقش المنتدى التفاعل بين سينما التحريك وتطوير ألعاب الفيديو، وأيضا البعد المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية للمقاولات في هذا المجال الدينامي.
وكما جرت العادة، يقترح المهرجان ماستر كلاس، ولقاءات مع مهنيين عالميين، وعروضا وورشات موجهة لطلبة المدارس الكبرى والشغوفين بالتحريك.