افتتح الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صباح اليوم السبت 17 ماي 2025، أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني المنعقدة بالرباط، بكلمة سياسية عميقة وشاملة، تناول فيها التحديات الوطنية والدولية الراهنة، وسياقات العمل الحزبي المقبل، مبرزا أهمية هذه الدورة في تجديد التفكير الجماعي ومواكبة التحولات المتسارعة.
وأعرب المالكي في مستهل كلمته عن سعادته بانعقاد الدورة، مرحبا بكافة عضوات وأعضاء المجلس الوطني، ومؤكدا أن كل اتحاديات واتحاديي المغرب مدعوون لاستشعار اللحظة السياسية الراهنة بكامل المسؤولية، معتبرا أن أهمية هذه الدورة تتجلى في تقاطعها مع ظرفية إقليمية ودولية دقيقة، وظرف وطني يطبعه الإعداد للاستحقاقات المقبلة، ما يجعل من اللحظة محطة استثنائية تستوجب تعبئة جماعية وذكاءً سياسيا متجددا.
وأشار المالكي إلى أن العالم يعيش اليوم في خضم تحولات كبرى غير مسبوقة، تطبعها هزات جيوسياسية وانتشار متسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يدفع إلى إعادة التفكير في المفاهيم والأساليب التي أطرت الممارسة السياسية في بلادنا لعقود، مؤكدا أن هذه التحولات تضع الجميع أمام ضرورة الوقوف وقفة تأمل واستشراف لمستقبل البلاد، والعمل على مراجعة أدوات الاشتغال الحزبي وأشكال التواصل وعلاقة الحزب بالمجتمع، من أجل مزيد من الفعالية والتأثير.
كما أبرز المالكي أن المعطيات التي كشف عنها الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، تؤكد أن المغرب مقبل على تحولات ديمغرافية واجتماعية عميقة، خاصة على مستوى بنية السكان النشيطين وتزايد مؤشرات الشيخوخة، وهو ما يفرض مقاربات استباقية ومبتكرة لتدبير سوق الشغل وتطوير منظومات التعليم والتكوين والصحة والحماية الاجتماعية، إلى جانب خلق موارد جديدة لمواكبة الأوراش الكبرى، وترشيد النفقات العمومية لمواجهة التفاوتات المتزايدة.
واعتبر أن أمل الاتحاد الاشتراكي معقود على أن تشكل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026 بداية مرحلة جديدة، بعد مرور خمسين سنة على الانطلاقة الديموقراطية التي دشّنها الحزب، بما يتطلب تفكيرا جماعيا عميقا وحوارا وطنيا شاملا حول مستقبل المؤسسات، وإعادة صياغة أجوبة سياسية واقتصادية وثقافية ناجعة تُمكن من تحصين المكتسبات وترسيخ الخيار الديمقراطي.
وأكد المالكي أن المهام المطروحة على البلاد وعلى الحزب متعددة، وستتم مناقشتها في التقرير السياسي للكاتب الأول، سواء فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية التي تظل أولوية الأولويات، أو عبر مواصلة تعزيز العلاقات الحزبية الخارجية، أو من خلال التفاعل مع ما يجري في الساحة الدولية، وفي مقدمتها المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، شدد على أن التحولات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية، وتداعياتها على القيم والسلوكيات، تفرض على الجميع أحزابا ومؤسسات صياغة خارطة طريق واضحة تتأسس على الحوار الديمقراطي، وتعزز إشعاع الحزب ومكانته في المشهد السياسي الوطني، وتسهم في الدفع بمسلسل الإصلاح والتغيير وتطوير المسار الديمقراطي.
وفي ختام كلمته، وجه الحبيب المالكي باسم المجلس الوطني تحية حارة لكافة الاتحاديات والاتحاديين عبر ربوع الوطن، وفي كل الواجهات التنظيمية، البرلمانية، النقابية، النسائية، والشبيبية، على ما يبذلونه من جهد وعمل مسؤول، مؤكداً أن الاتحاد الاشتراكي سيظل قوة فاعلة ومؤثرة في سبيل تعزيز الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، والتنمية الشاملة، وترسيخ الوحدة الترابية للمملكة.افتتح الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صباح اليوم السبت 17 ماي 2025، أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني المنعقدة بالرباط، بكلمة سياسية عميقة وشاملة، تناول فيها التحديات الوطنية والدولية الراهنة، وسياقات العمل الحزبي المقبل، مبرزا أهمية هذه الدورة في تجديد التفكير الجماعي ومواكبة التحولات المتسارعة.
تعليقات
0