إيمان الرازي
جُنَّ جنون غلام بنكيران، وانبعث صوته متكسراً في أروقة دار لبريهي كما لو أن الوحي نزل عليه في نشرة منتصف الليل، وهو يصرخ بأن إدريس لشكر خاض مفاوضات موازية في كواليس لا يَعرفها إلا “المخدوعون”، ضداً على ملتمس رقابة كانت “المعجزة” الوحيدة التي بقيت لفرسان العدالة والتنمية بعد سقوط الأساطير كلها.
صفقة؟ إدريس يفاوض؟! بالله عليكم، هل هذه شتيمة أم شهادة حسن سيرة سياسية؟ فأنتم بهذا الادعاء – الذي يُفترض أن يجلد الاتحاد – قد منحتموه عن غير قصد وسام “الفاعلية” في رقعة شطرنج أنتم خارجها. وهل يُفاوض الضعفاء؟ ومنذ متى كان ذاك؟ أم هل تُبرم الصفقات مع الأشباح؟ لقد أحسنتم إلى ادريس لشكر من حيث أردتم الإساءة، وكشفتم – بغير وعي – أنكم ما زلتم رهائن في فلكه السياسي، رغم خطابات “القطيعة” و”الوضوح”.
ولنفترض، جُزافاً، أن إدريس لشكر خدعكم… متى ستفطنون، يا تجار التماهي؟ في أي عام هجري أو شمسي ستتوقفون عن لعب دور الضحية الغافلة؟ في كل موسم يعيد لشكر كتابة الفصل الأخير من المسرحية، وأنتم تصرون على أداء نفس الدور الكوميدي: المؤمن المصدوم في رفيقه، كأنكم لم تتعلموا من خدعة بنكيران يوم صافح أخنوش بسم الله، أو كأنكم لم تقرأوا في كتاب الألفباء السياسية أن من لا يملك أوراق اللعبة، يُستخدم كزينة ديمقراطية في مشهد الانتقال.
الآن فقط فهمنا: مشكلتكم ليست مع “الصفقة”، مشكلتكم أن لا تكونوا جزءا من الصفقة.
يبدو أنكم لم تستوعبوا، فدعوني أقولها بوضوح: أنتم دوما الصفقة
يلاه، تكعد الله يبين غدرك الهرنان
تعليقات
0