بنكيران محرّف بارع للوقائع..حين يذرف من أجهض الرقابة دموعًا زائفة باسمها

محمد رامي الجمعة 23 مايو 2025 - 07:02 l عدد الزيارات : 10529

 بعد إستنفذ متاجرته بالقضية الفلسطينية لكسب تعاطف  شريحة من المواطنين برفعه ايه شعار إسقاط التطبيع متناسيا أن حزبه هو من وقع الاتفاقية مع إسرائيل ويريد التنصل منها،  وبعد أن عجزه عن إيجاد بدائل عملية لمواجهة التغول الحكومي وإفشاله ملتمس الرقابة في نسخته الأولى والذي طرحه حزب الاتحاد الاشتراكي، ها هو بنكيران و الأزمي و حزبهما يحاولان  البحث عن العذرية بالنهش في جسد حزب القوات الشعبية وهو العصي عليه وعقدته الأزلية كما فعل لسنوات وسنوات غير أنه هذه المرة تمادى وبالغ في التمادي بلعبه دور الضحية لدرجة  أنه استعان بالذكاء الاصطناعي في نسخته المجانية لتأليف سيناريو تنقصه الحبكة لينقلب من وضع المعرقل إلى المبادر

لقد حاول بنكيران  وحزبه من خلال الندوة الصحفية النيل من حزب الاتحاد الاشتراكي وقيادته ، فعندما تقدم الحزب بمبادرة طرح ملتمس الرقابة في صيغته الأولى، انتفض  بنكيران حواريوه وأطلقوا الاتهامات بكون الاتحاد الاشتراكي يناور بمقترحه هذا وأنه لا طائل يرجى من هذه المبادرة وأن هناك محاولة الضغط على الحكومة للإلتحاق بها في صفقة من نسج خيال حزب اللامبة وأجهض المقترح قبل ولادته، واليوم عندما أدرك الاتحاد الاشتراكي أن التنسيق مع هؤلاء لاطائل من ورائه وأن الزمن السياسي تجاوز نقاش ملتمس الرقابة لكون الرأي العام يدرك جليا مايحدث لكونه يعيش إخفاقات اختيارات الحكومة، أطلق الحزب مبادرة الرقابة الشعبية على العمل الحكومي ليرفع بذلك سقف التحدي  انتفض بنكيران ومن معه وحركته عقدة زمام المبادرة فانطلق يوزع الاتهامات هنا وهناك..

هنا أتوقف عند خطاب بنكيران في الندوة الصحفية لحزبه حيث قال  يجب على المغاربة أن يتابعوا السياسة، ويعرفون سبب دفع أحزاب المعارضة إلى التفكير في تقديم ملتمس الرقابو، ولماذا حدث هذا التراجع، وما تأثير ذلك على بلادنا“.

فعلا ، على المغاربة أن يعرفوا حقيقة ماوقع ومايقع، وعلينا أن نذكرهم بما يحاول بنكيران وحزبه إخفاؤه عليهم

فحين يرفع بنكيران بإسم حزب العدالة والتنمية شعارات الدفاع عن الفقراء، يتذكر المغاربة كيف أزال الدعم عن المحروقات بيد، ورفع سقف الخطاب الاجتماعي باليد الأخرى حين كان يترأس الحكومة. 

حين يتحدث عن “الغلاء”، ينسى الجميع أنه هو من فتح الباب لتحرير أسعار الغاز والمحروقات، فكانت الشرارة الأولى لأزمة المعيشة التي نعيشها اليوم. وحين يلوح بقضية فلسطين، يتناسى أنه يحول مأساة إنسانية إلى منصة دعائية، تماماً كما فعل مع احتجاجات “20 فبراير” حين حول مطالب الشعب إلى أصوات في صناديق الاقتراع.

اللعب على التناقضات أصبح تكتيكاً واضحاً. فالحزب الذي حكم لسنوات يُظهر نفسه فجأة كـ”معارض” للأوضاع التي تسببت فيها اختياراته .. 

 الحملة التي أطلقها حواريو بنكيران، لم تكن سوى محاولة لدفن تاريخ من الوعود الفارغة.
المغاربة لا ينسون. لا ينسون من أزال الدعم ورفع الأسعار، ولا ينسون من حوّل القضايا الوطنية والعربية إلى خلفية لخطاباته. بنكيران يعود اليوم بذات الأساليب: عاطفة دينية هنا، وشعارات اجتماعية زائفة هناك، واتهامات مجانية هناك، لكن السؤال هو: كم من مرة يمكن خداع نفس الشعب بنفس الطريقة؟

الذين يتهمون الاتحاد بالتنصل من مبادرة ملتمس الرقابة في نسخته المشوهة، يتناسون – وربما يتعمدون ذلك – أن حزب العدالة والتنمية نفسه، حين طُرح ملتمس الرقابة في لحظة سياسية دقيقة، تراجع ونعته بالمؤامرة. واليوم، وقد اتضح أن “الملتمس” صار ورقة محروقة، يسارع هذا الحزب إلى ركوب موجة لم يُؤمن بها يومًا. أما الاتحاد، فلم يستسلم لخذلان اللحظة، بل قرأ السياق وابتكر، كعادته، مبادرة جديدة تُعيد للأدوار الدستورية للمؤسسة التشريعية مضمونها الحقيقي.

مبادرة الاتحاد الاشتراكي إلى استدعاء مسؤولي المؤسسات العمومية أمام البرلمان ليست فقط تمرينًا رقابيًا دستوريًا، بل هي تحوّل في منطق المعارضة نفسه. لم يعد الأمر يتعلق بمواقف استعراضية، بل بعمل مؤسساتي منظم، يستند إلى الفصل 102 من الدستور، ويستثمر صلاحيات النظام الداخلي لمجلس النواب. إنها رقابة ذات طابع شعبي، لأن نتائجها تُعرض على الرأي العام، وتستهدف تحسين حكامة مؤسسات الدولة.

في ظل هذا المسار، تتجلى بصمة القيادة السياسية للاتحاد، وبالخصوص الأستاذ إدريس لشكر، الذي يقود الحزب بثبات نحو أفق جديد من الفعل السياسي الناضج، المؤسس على النقد البناء والاقتراح الجاد. وبينما يتخبط البعض في خطاب مزدوج، تتقدم المعارضة الاتحادية بثقة، متسلحة بإرثها الكفاحي ومشروعها الإصلاحي، في مواجهة حزب اعتاد الاختباء وراء الشعارات الدينية حينًا، والشعبوية حينًا آخر، بينما ولاؤه الحقيقي يتجاوز حدود الوطن.

الاتحاد الاشتراكي لا يُقارن بمن لا يملك سوى لغة التباكي والتشكيك، ولا يُساوى بمن لم يقدر يومًا على إنتاج فكرة أو بلورة بديل. إنه حزب كبير، بقادته ومناضليه، وبقدرته على الابتكار في زمن القحط السياسي.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 23 مايو 2025 - 20:36

مسرحية “لن أتنازل عن حقوقي” لمؤسسة من خنيفرة تفوز وطنيا بالجائزة الكبرى للمسرح المدرسي

الجمعة 23 مايو 2025 - 20:13

وضعية التحملات ومداخيل الخزينة تكشف عن عجز في الميزانية بقيمة 17,5 ملايير درهم

الجمعة 23 مايو 2025 - 20:11

المغرب يحتضن النسخة الأولى من المعرض الدولي للموانئ ونظامها البيئي – SIPORTS 

الجمعة 23 مايو 2025 - 20:09

المفتش العام للمالية يؤكد بسلا على ضرورة إرساء حكامة معززة بالذكاء الاصطناعي في التدقيق الداخلي العمومي

error: