يفتتح الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المؤتمر العام لـ «اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي» في نسخته الجديدة التي تحتضنها العاصمة الرباط تحت عنوان بارز ودال: “دورة فلسطين”، وذلك اليوم الثلاثاء على الساعة الرابعة زوالاً، بالمعهد الوطني لكتابة الضبط والمهن القضائية والقانونية بمدينة تيكنوبوليس.
ويشارك في هذا المؤتمر، الذي تستضيفه الشبيبة الاتحادية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 30 ماي 2025، أزيد من 100 شابة وشاب منتمين لـ16 دولة عربية (المغرب، موريتانيا، تونس، ليبيا، السودان، الصومال، جيبوتي، مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، والكويت)، إلى جانب ممثلي أكثر من 20 منظمة شبابية وحزبية، بالإضافة إلى حضور وازن لسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بالمغرب، ورؤساء أحزاب اشتراكية ومثقفين وباحثين.
يحمل اختيار اسم “فلسطين” لهذه الدورة دلالة رمزية وواقعية عميقة. فهو لا يعكس فقط الاصطفاف السياسي والإيديولوجي مع الشعب الفلسطيني، بل يكرّس العمق النضالي والتاريخي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في دفاعه عن قضايا التحرر والعدالة والكرامة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اعتبرها دومًا قضية وطنية ثانية، بارتباطها الوثيق بقيم التحرر الإنساني والانتماء إلى الحركة التقدمية العالمية.
إن هذا الاختيار ليس مجرد عنوان لدورة شبابية، بل هو تأكيد متجدد على الالتزام الثابت والمبدئي لحزب الاتحاد الاشتراكي، بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر، تجاه نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري، ودعوة مستمرة للحركات الاشتراكية الديمقراطية العربية من أجل التحرك المشترك والفعال دفاعًا عن فلسطين، باعتبارها نقطة التقاء الضمير العربي التحرري.
لطالما شكل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحد الأعمدة السياسية والفكرية الكبرى في المغرب والعالم العربي التي ناضلت من أجل القضية الفلسطينية. وقد كان دائمًا حريصًا على إدراج القضية الفلسطينية ضمن أولويات خطاباته وبرامجه السياسية والدبلوماسية، سواء داخل المؤسسات الوطنية أو في المنتديات الإقليمية والدولية.
وخلال قيادته للحزب، عمل إدريس لشكر على ترسيخ هذا التوجه من خلال مبادرات عملية ومواقف قوية، عبّر عنها في المحافل الوطنية والدولية، وجدد من خلالها دعم الحزب لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض جميع أشكال التطبيع الذي لا يراعي العدالة التاريخية ولا يحترم حقوق الفلسطينيين الثابتة.
وتأتي هذه الدورة في سياق عربي وإقليمي بالغ التعقيد، يتسم بتنامي النزاعات وغياب العدالة الاجتماعية وتهديد الحقوق والحريات، مما يجعل من الاشتراكية الديمقراطية أداة فكرية وتنظيمية راهنة وضرورية لمواجهة هذه التحديات. وهو ما سيجري التطرق إليه خلال الجلسات والورشات المبرمجة، والتي تشمل نقاشات معمقة حول واقع الشباب العربي، والعدالة الاجتماعية، والتحول الديمقراطي، والتنمية المستدامة، والحق في السكن والتعليم والصحة.
ومن المنتظر أن يقوم المشاركون بزيارات ميدانية للاطلاع على أبرز المنشآت الثقافية والبنيات التحتية في المغرب، وزيارة البرلمان المغربي ولقاء أعضاء الفريق الاشتراكي، إضافة إلى زيارة ضريح محمد الخامس للترحم على روحي جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني.
إلى جانب إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، يُشارك في الجلسة الافتتاحية كل من جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب، وباسم كامل، منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، والحسين الحسني، الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، وفادي حماد، رئيس الاتحاد، وفادي الوكيلي العسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية.
وتشكل هذه الدورة فرصة لإعادة بناء الثقة بين التنظيمات الشبابية العربية وتبادل التجارب وتعزيز التضامن، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة، مع التأكيد أن فلسطين ليست فقط عنواناً للنضال، بل معياراً لكل مواقف الشرف والتقدم والتحرر في العالم العربي.
تعليقات
0