جمعيات خنيفرة تنبض بروح الإدماج والمساواة في قلب “الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب”

أحمد بيضي الخميس 19 يونيو 2025 - 21:48 l عدد الزيارات : 24031

أحمد بيضي

في إطار “الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب”، برز انخراط مدينة خنيفرة من خلال “جمعية دار الأمان للإعاقة والتربية ما قبل المدرسية“، “جمعية تدبير مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”، و”جمعية آفاق للتنمية وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأجلموس”، و“جمعية رفيق لذوي اضطراب التوحد”، و“جمعية سند  لذوي التثلت الصبغي والشلل الدماغي”، و”جمعية تيغزى أطلس للتنمية”، و”جمعية دارنا للتربية الخاصة والتنمية الاجتماعية والثقافية”، وذلك في تنظيم سلسلة من الأنشطة التوعوية، التكوينية، التربوية، الفنية والترفيهية، التي استهدفت تحفيز المشاركة الفاعلة للأشخاص في وضعية إعاقة.

“دار الأمان” في الميدان العام

اختتمت بمدينة خنيفرة فعاليات الأيام التحسيسية التي نظمتها “جمعية دار الأمان للإعاقة والتربية ما قبل المدرسية” بشراكة مع “جمعية تدبير مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”، في إطار “الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب”، التي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بشراكة مع مؤسسة التعاون الوطني، وبمشاركة فاعلة من السلطات المحلية والقطاعات المعنية، وقد شكلت هذه الأيام مناسبة مهمة للتفاعل المجتمعي، وتكريس ثقافة الإدماج، وتعزيز نظرة إيجابية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال برامج وأنشطة نوعية ميدانية وتواصلية.

انطلقت الحملة الوطنية بإشراف من باشا مدينة خنيفرة، وركزت على استطلاع رأي الساكنة المحلية حول تمثلاتهم للإعاقة، وأنواعها، وكيفية التفاعل والتعامل مع الأطفال في وضعية إعاقة، وتضمن الاستطلاع أسئلة محورية حول مدى تقبل المجتمع لهذه الفئة، وموقفه من مظاهرها المختلفة، ودرجة الوعي بوجود مؤسسات رسمية كوزارة التضامن ومؤسسة التعاون الوطني، وبرامج التمدرس والتأهيل الموجهة للأطفال في وضعية إعاقة، بالإضافة إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وخدماتها الاجتماعية، وغطى “استطلاع الرأي” عددا من زوايا وساحات وشوارع وفضاءات المدينة.

ومن أبرز أدوات الحملة، دليل مصور أعدته الجمعيتان، يتضمن صورا تعريفية توضح الفرق بين أنواع الإعاقات كالإعاقة الحركية والشلل الدماغي، ويعرض نماذج لأشخاص في وضعية إعاقة استطاعوا الاندماج والنجاح، تأكيدا على إمكانات هذه الفئة حين تتوفر لها فرص ملائمة، كما يتضمن الدليل مواد بصرية وشعارات للمؤسسات الداعمة، ويشكل مرجعية تحسيسية موجهة لفهم أعمق للإعاقة ومقاربات التعامل معها، مما أضفى على الحدث بعدا واقعيا وإنسانيا عميقا، مع إبراز قضايا الإعاقة وتعزيز النقاش المجتمعي حول سبل تغيير الصور النمطية ومحاربة التمثلات السلبية تجاه الفئة المعنية.

لقاءات تواصلية وإرشادات عملية

ضمن هذه الفعاليات المنخرطة في “الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة في المغرب”، نظم لقاء تواصلي لفائدة أسر المستفيدين من خدمات الجمعيتين، أطره الأخصائي النفسي، بدر الحواز، وشارك فيه الفريق المتعدد التخصصات من مربين متخصصين، حيث قدمت نصائح وإرشادات عملية للأمهات بخصوص كيفية التعامل مع أطفالهن خلال العطلة الصيفية، فيما تم التركيز أكثر على دعم الأطفال في التكيف مع أوضاعهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم في محيطهم الأسري والمجتمعي، وقد شهد اللقاء حضورا مميزا للمندوبة الإقليمية للتعاون الوطني، ما أضفى بعدا مؤسساتيا داعما لهذه المبادرة.

كما شهدت الحملة نشاطا تواصليا وثقافيا داخل مؤسسة للتعليم الخصوصي، جمع بين الفريق المؤطر والتلميذات والتلاميذ في جلسة تحاورية ممتعة، هدفت إلى ترسيخ مفاهيم الوعي بالإعاقة، والتربية على القيم الحقوقية الداعمة لثقافة التقبل والمساواة، وقد لقي النشاط تجاوبا كبيرا من إدارة المؤسسة والأطر التربوية، كما كان محل تقدير من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وفي ختام الفعاليات، أكدت الجمعيتان على أن هذه المبادرة تشكل انطلاقة فعلية لبرامج مستقبلية تفاعلية وتشاركية ستتواصل خلال الموسم الدراسي المقبل، دعماً لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وتثميناً لإرادتهم في الاندماج والمشاركة المجتمعية الفعالة.

“آفاق للتنمية” وتعزيز التمكين

في سياق الحملة الوطنية لتعزيز إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، شهدت مدينة خنيفرة زخما نوعيا من المبادرات والأنشطة التفاعلية التي نظمتها عدد من الجمعيات المحلية بشراكات متعددة، ومن بين أبرز هذه المبادرات، برزت مشاركة “جمعية آفاق للتنمية وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأجلموس” من خلال مساهمتها الفاعلة في ورشة رسم الجداريات التي نظمت بمدينة خنيفرة، في حضور وازن لعدد من المسؤولين المحليين والفاعلين الجمعويين والمهتمين بالشأن المحلي، وقد شكل هذا النشاط مناسبة لإبراز الطاقات الإبداعية للأشخاص في وضعية إعاقة، والتأكيد على الفن كأداة فعالة للتعبير عن الذات.

وتواصلت أنشطة جمعية آفاق من خلال مشاركة أطر “مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأجلموس” في مائدة مستديرة ناقشت واقع الإعاقة وسبل تعزيز التمكين والإدماج المجتمعي، حيث تم تبادل الرؤى حول مختلف التحديات التي تواجه هذه الفئة، كما تم عرض تجارب ناجحة في هذا المجال، في أفق بناء مقاربات أكثر شمولا وإنصافا، فيما انخرطت ذات الجمعية في المسابقة الخاصة بالطبخ التي نظمتها مؤسسة التعاون الوطني بتنسيق مع “جمعية دارنا للتربية الخاصة”، بمشاركة متميزة لأطفال من ذوي التثلث الصبغي، إلى جانب أطفال آخرين شاركوا في ورشات الرسم والتلوين والموسيقى، ما أضفى على النشاط بعدا يكرس مبدأ المساواة في المشاركة.

كما احتضن مركز التأهيل بأجلموس نشاطا تربويا وثقافيا متميزا، نظّمته جمعية آفاق بشراكة مع مدرسة ابن رشد، وافتتح بكلمات تحفيزية ألقاها كل من د. محمد أمحدوك، رئيس الجمعية، والمؤطر ذ. سعيد أعبا، بحضور تلاميذ وأساتذة التعليم الابتدائي، وأطر المركز، وممثلة التعاون الوطني بخنيفرة، إلى جانب أولياء الأمور والمستفيدين من خدمات المركز، في تظاهرة كرست قيم الشراكة والاحتضان المجتمعي لقضايا الإعاقة، مقابل إبراز أهمية تكريس قيم احترام حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وتغيير النظرة المختلفة تجاههم انطلاقا من الشعار الذي تبنته الوزارة المعنية والذي هو “نغيرو النظرة ديالنا …إيوا هيا دابا.

“رفيق” وضرورة الوعي الأسري

أما “جمعية رفيق لذوي اضطراب التوحد”، بخنيفرة دائما، فقد اختارت بدورها التمكين المعرفي كمدخل للدمج، من خلال تنظيم لقاء تواصلي تحسيسي لفائدة أمهات الأطفال في وضعية إعاقة، احتضنته مدرسة متشيفسان، وركز على أهمية التشخيص المبكر وضرورة الوعي الأسري بطبيعة الإعاقة ومداخل التدخل المبكر، وقد نشط اللقاء نخبة من الأخصائيين والفاعلين، من ضمنهم ذ. سعيد أعبا، والأخصائية النفسية رئيسة الجمعية، ذة. نهيلة دودو، إلى جانب الأخصائية في العلاج النفسي الحركي، ذة. كنزة فكار، ونائبة الرئيسة، ذة. خديجة أزلماط، حيث شكل اللقاء منصة تبادل وتوعية دعمت أواصر الثقة بين الأسر والمؤطرين والمتدخلين الاجتماعيين.

كما واصلت “جمعية رفيق لذوي اضطراب التوحد” حضورها في المسابقة الخاصة بالطبخ التي احتضنتها “جمعية تغزى أطلس للتنمية”، في أجواء بهيجة تخللتها فقرات ترفيهية لفائدة الأطفال، لتختتم بذلك سلسلة من الأنشطة التي جسدت الأبعاد التشاركية، الثقافية، والتربوية للحملة الوطنية، وعمقت حضور قضية الإعاقة في النقاش العمومي المحلي، ضمن مقاربة شاملة قوامها الإنصاف والتكافؤ الاجتماعي، حيث لا يفوت الجمعية الانخراط المتواصل في الحملات واللقاءات الرامية إلى رفع الوعي المجتمعي والأسري بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وذوي اضطراب التوحد وفق ما تنص عليه القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية.

“سند” و”تيغزى” و”دارنا” والاحتفاء بالتنوع  

وفي صلة بالحملة الوطنية، برزت مساهمة “جمعية سند  لذوي التثلت الصبغي والشلل الدماغي”، بخنيفرة أيضا، من خلال ورشات تربوية وفنية ومسابقة للطبخ، احتضنتها “جمعية تغزى أطلس للتنمية” بشراكة مع مؤسسة التعاون الوطني، وبمشاركة فعالة من “جمعية دارنا للتربية الخاصة” وفعاليات مدنية أخرى مهتمة بمجال الإعاقة، حيث ساهم هذا النشاط في ترسيخ مفهوم العمل التشاركي وأهمية الاحتفاء بالتنوع داخل المجتمع، وأيضا رفع مستوى الوعي الإجتماعي بقضايا الأشخاص في وضعية إعاقة عبر تقدير قدراتهم ومساهماتهم المختلفة في دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في أفق بناء مجتمع يدمج جميع أفراده دون تمييز أو إقصاء.

ويذكر أن مسابقة في الطبخ تم تنظيمها لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، قد جرت في أجواء ملؤها الحماس والإبداع وروح التنافس الإيجابي، في حضور مندوبية التعاون الوطني، بخنيفرة، وتحت إشراف “جمعية تيغزى أطلس للتنمية”، بشراكة وتنسيق مع “جمعية دارنا للتربية الخاصة والتنمية الاجتماعية والثقافية”، وقد شكلت هذه المبادرة، مناسبة لتشجيع المشاركين على إبراز مهاراتهم في مجال الطبخ، والتعبير عن قدراتهم في أفق تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتحقيق مزيد من الاستقلالية والاندماج الفعلي في المجتمع، وتخللت هذه الفعالية أنشطة ترفيهية موازية لفائدة الأطفال، عززت من البعد الإنساني والرسالة العميقة لهذا النشاط التربوي الإنساني والحقوقي.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 20 يونيو 2025 - 06:42

شلل التوثيق العقاري فضحت فشلا حكوميا ذريعا بكلفة اجتماعية واقتصادية باهظة

الجمعة 20 يونيو 2025 - 06:29

توقعات طقس يومه الجمعة.. جو حار و زخات رعدية مع احتمال نزول برد بهذه المناطق

الجمعة 20 يونيو 2025 - 00:11

المنتدى الاقتصادي فاس-مكناس في نسخته الخامسة يعزز الدبلوماسية الاقتصادية الترابية

الخميس 19 يونيو 2025 - 23:39

تمويل جديد من البنك الدولي لتعزيز الحماية الاجتماعية بالمغرب

error: