الجديدة تحتضن انطلاقة مشروع وطني يعزز الوحدة والانتماء

في أجواء احتفالية مفعمة بروح الوطنية والانتماء، احتضنت المؤسسة التعليمية الزيتونة بمدينة الجديدة، يوم الجمعة 20 يونيو 2025، الانطلاقة الرسمية للمرحلة التجريبية من البرنامج التربوي والتنموي “إدماج وتنمية لتنمية مستدامة”، وذلك من خلال أولى محطاته تحت عنوان: “كلنا مغاربة.. كلنا يد واحدة: لتعزيز الوحدة الوطنية”.

هذا المشروع الرائد يأتي ليجسد رؤية وطنية متجددة تسعى إلى زرع القيم الوطنية في نفوس الناشئة، من خلال مشاريع تربوية مبتكرة وهادفة، تنطلق من شعار مركزي يلخص روح البرنامج: “ثورة متجددة ومتواصلة يحمل مشعلها جيل عن جيل”.

ويضم البرنامج في مجمله 14 مشروعًا موزعًا على ثلاث محطات كبرى، تستند في مرجعياتها إلى التوجيهات الملكية السامية، ودستور المملكة، والبرنامج الحكومي، والنموذج التنموي الجديد، إضافة إلى الرؤية الاستراتيجية 2015–2030، والقانون الإطار للتربية 17-51.

وقد افتتح الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم أدّتها الطفلة أروى علامة، تلاها أداء جماعي للنشيد الوطني، ثم عرض فني ملحمي قدمه تلاميذ المؤسسة، عبّروا فيه عن حبهم لوطنهم واستعرضوا من خلاله مراحل من تاريخ المغرب، في لوحات فنية تحاكي الماضي وتطل على المستقبل.

وفي كلمة مؤثرة، قدّم الدكتور عادل بالحمري، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الأول بسطات والمسؤول عن المشاريع الأربعة الأولى من البرنامج، عرضًا شاملاً أبرز فيه فلسفة البرنامج وأهدافه. واعتبر الدكتور أن بناء مغرب الغد يتطلب ثورة هادئة لكنها فعالة، ترتكز على الإبداع، وتُغذى بالقيم، وتسير بحكمة وسرعة في آنٍ واحد.

وأشار إلى أن البرنامج يراهن على جيل جديد متشبع بروح المواطنة، ومتمكن من أدوات العصر، عبر اعتماد مشاريع واقعية تلامس احتياجات المدرسة المغربية، وتُحفّز التلميذ على المساهمة في بناء مجتمعه.

وقد تفاعل الحضور بشكل كبير مع العرض، الذي عزّزته نماذج تطبيقية لمشاريع قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهو ما يعكس جدية المشروع وطموحه الكبير في إحداث أثر ملموس داخل المؤسسات التربوية.

وعقب الكلمات الرسمية، قام الضيوف بجولة ميدانية داخل فضاء المؤسسة، للوقوف عن كثب على أنشطة وبرامج المشروع، خاصة المشروع الأساسي “كلنا مغاربة.. كلنا يد واحدة”، الذي يشكّل جوهر هذه المبادرة، ويهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء، والتعريف بعدالة قضية الصحراء المغربية في الداخل والخارج.

ويطمح المشروع أيضًا إلى التأثير على الرأي العام الدولي، والدفع بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي تحت السيادة المغربية، إلى جانب إنجاز أكبر خريطة في العالم للمملكة المغربية على شكل “Puzzle”، في مشهد رمزي قوي يُجسّد وحدة الوطن وتلاحم الشعب مع العرش.

الحفل حضره الأستاذ رشيد شرويت، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، ممثلاً عن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء–سطات، إضافة إلى عدد من المسؤولين التربويين والضيوف، وذلك بتنظيم من مؤسسة “ابتسامة من أجل جيل المستقبل”، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية.

وتشمل المرحلة الأولى من البرنامج أربعة مشاريع متميزة، هي: كلنا مغاربة.. كلنا يد واحدة

نهضة المجتمع بإدماج الناشئة في الشأن الترابي

بالإبداع نتجاوز التحديات وبالابتكار نصنع الأثر

بالتطوع نثري حياتنا ونضيء حياة الآخرين

أما البرنامج بأكمله، فيقدم رؤية متكاملة ومبتكرة تشمل 14 مشروعًا قابلًا للتنزيل والتفعيل، في إطار مقاربة تشاركية تجعل من المدرسة المغربية فاعلًا أساسيًا في التنمية المستدامة وبناء المستقبل.