الآثار السلبية لجائحة كورونا على المرأة بالمنطقة العربية…

يسرا سراج الدين الجمعة 4 ديسمبر 2020 - 11:00 l عدد الزيارات : 22158

أرخت جائحة كورونا بظلالها على مختلف مناحي الحياة بالعالم، فلم تكتفي بالتسبب بأضرار صحية واقتصادية ونفسية بل كان لها أيضا انعكاسات سلبية على الكثير من نساء العالم حيث زادت من حدة معاناتهن.

فقد أجرى المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية بالشراكة مع شركة ريوي دراسة استقصائية على شبكة الإنترنت في 9 دول في المنطقة (مصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، وتونس، واليمن) لتوثيق الأثر المتعلق بالنوع الاجتماعي “لكوفيد-19” على الرجال والنساء في المنطقة، مع التركيز على أدوار الجنسين والمواقف والممارسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والعنف ضد المرأة.

ويسلط موجز السياسات هذا، الضوء على النتائج الرئيسية للدراسة الإقليمية.

فبالنسبة للعمل المنزلي للرجال والنساء
يكشف التقرير، وحتـى مـا قـبل تفشـي الجـائحـة، أن النسـاء فـي المـنـطقـة العـربيـة يقـضيـن فـي المتـوسـط 4.7 مـرات أكثر في الـرعـايـة غـير مـدفـوعـة الأجـر والعـمل المـنزلي مقـارنـة بالرجال.

ونتيجة للتدابير المتخذة للحد من انتشار الفيروس وزيادة الوقت الـذي يقـضـيه الأشخـاص فـي الـمـنـازل، فـإن الأعمـال المنزلية ودعم الأطفال في التعليم عن بعد ورعاية كبار السن والمرضى يستهلكـون المـزيـد مـن وقـت الـنـسـاء.

كـمـا فـرض فـيـروس كـوفـيد19- تغييرات في أساليب العمل، مع زيادة معدل العمل عن بعد ، ففي معظم دول المنطقة( 6 دول من 9)، تم الإبلاغ عن تحول فـي طـريقـة الـعمـل هـذه مـن قـبل النـساء أكـثر مـن الرجـال مما يسلـط الضـوء علـى الإسنـاد الاجتمـاعي لأدوار المـرأة كمقـدمة رعاية أساسية.

وعلى الرغم من أن كلا من النساء والرجال يواجهون هذه الأعباء ، إلا أن النساء أكثر عرضة بشكل كبير لأداء العديد من الرعاية غير مـدفـوعـة الأجـر والمهام المنزلية.

يبدو أن المهام المنزلية التي تنطـوي علـى التنظـيف والطـبـخ وتقـديـم الـوجـبـات، على وجـه الخصوص، غالبا ما تقع على عاتق المرأة بشكل حصري تقريبا، حيث أفاد عدد أكبر من الرجال مقارنة بإفادات النساء المجيبات بعدم التزامهم عادة في هذا النوع من المسؤوليات.

علاوة على ذلك، في جميع البلدان التي شملتها الدراسة، أفاد عدد أكبر من النساء عن الرجال بأن الوقت المخصص لأعمال الأسرة المنزلية قد ازداد بعد تفشي الفيروس.

كما تجـدر الإشـارة إلى أن غالبية النسـاء المـتزوجات في جميع البلـدان التي شملتها الدراسـة أشارت إلى أن أزواجهن كانوا أكثر مشاركة في الأعمال المنزلية منذ تفشي فيروس كوفيد19-.

في معظم البلدان التي شملها الاستطلاع، أفاد عدد أكبر بقليل مـن الـنـسـاء مقـارنـة بالـرجـال بأنهـن يشعـرن بعـدم الأمـان في منازلهن، ومن بينهن، أفادت امرأة واحدة على الأقل من بين كل خمـس نسـاء فـي الـدول التـي شمـلتهـا الدراسة عن خوفهن من العـنـف المـنزلي (مـن قـبل الـزوج أو أحد أفراد الأسرة) باستثناء دولة واحدة (لبنان) حيث كانت النسبة أقل (حوالي ٪51).

كـانـت هـذه الـنسبة أعلى في دولتين( الأردن وفلسطين)، حيث أعـربـت واحـدة على الأقـل مـن كـل ثـلاث نسـاء عـن خـوفـها مـن العـنف المـنزلـي.

علـما أن مشـاهـدة أو معرفة شخص تعرض للعنف قد يتسبب في إحساس أكبر من التـوتر و القلـق. فمـن بيـن المجـيبات اللائـي أفدن بعـدم شعورهـن بالأمان في منازلهن، أفادت النساء أكثر من الرجـال بأنهـن شهـدن أو يعرفن امرأة واحدة على الأقل قد تعرضت للعنف في ظل الأزمة الحالية.

الجائحة تعمق أوجه عدم المساواة القائمة من قبل، وتكشف ما يشوب النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من مواطن ضعف تزيد بدورها من آثار الجائحة.

إن جائحة كوفيد-19 لا تمثل تحديا للنظم الصحية في العالم فحسب، بل إنها أيضا اختبار لاروح البشرية، والتعافي من هذه الجائحة يجب أن يؤدي إلى عالم أكثر مساواة وأكثر قدرة على التكيف مع الأزمات في المستقبل.

ولا بد لجميع الاستجابات الوطنية، إذا أُريد لها أن تحقق الآثار الضرورية، من أن تركز على النساء والفتيات – فيما يتعلق بإدماجهن وتمثيلهن وحقوقهن، وتحقيق نتائج اجتماعية واقتصادية تعود عليهن بالنفع، وكفالة المساواة والحماية لهن.

ولا يتعلق الأمر بمجرد تصحيح أوجه عدم المساواة التي طال أمدها، بل أيضا ببناء عالم أكثر عدلا وقدرة على التكيف، ولا يصب هذا الأمر في مصلحة النساء والفتيات فحسب، بل أيضا في مصلحة الفتيان والرجال، ولئن كانت المرأة هي الأكثر تضررا من هذا الوباء، فإنها ستكون أيضا العمود الفقري للتعافي في المجتمعات المحلية، وكل استجابة سياساتية تعترف بهذا الأمر ستكون أكثر تأثيرا نتيجة لذلك.

فمنح النساء والفتيات أهمية محورية في الاقتصاد سيكون دافعا عميقا إلى تحقيق نتائج أفضل وأكثر استدامة في مجال التنمية لفائدة الجميع، ويدعم الانتعاش بسرعة أكبر، ويوفر لنا أساسا راسخا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 22 مارس 2025 - 13:21

اخشيشن.. الجالية المغربية قوة ناعمة ضرورية لتعزيز الدبلوماسية والتنمية…

السبت 22 مارس 2025 - 13:08

نشرة إنذارية..تساقطات ثلجية ورياح قوية مرتقبة الأحد والاثنين وهذه تفاصيل طقس يومه السبت

السبت 22 مارس 2025 - 12:26

مجلس المالكي يكشف تحديات وفوارق مشروع المدرسة الرائدة…

السبت 22 مارس 2025 - 11:38

وماذا عن الدار البيضاء؟..سكان باريس يصوتون الأحد على مشروع لزيادة المساحات الخضراء

error: