مديونية الأسر المغربية ثاني أعلى نسبة في إفريقيا حسب تقرير البنك الأوروبي للاستثمار

محمد رامي الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 06:43 l عدد الزيارات : 102275

أفاد تقرير صادر عن البنك الأوروبي للاستثمار بعنوان “مالية إفريقيا 2023” أن الأسر المغربية سجلت ثاني أعلى نسبة مديونية في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا، حيث بلغت نسبة المديونية حوالي 30% من الناتج الداخلي الخام. يعكس هذا المستوى المرتفع من المديونية اعتماد الأسر المغربية المتزايد على الائتمان لتلبية احتياجاتها، في ظل توافر القروض الاستهلاكية وتسهيلات التمويل المتاحة.

ويؤكد التقرير أن هذا الاعتماد المتزايد على القروض يجعل الأسر المغربية عرضة للتقلبات الاقتصادية التي قد تؤثر على قدرتها على سداد التزاماتها المالية. من بين المخاطر المحتملة التي تواجهها الأسر المغربية تأتي التقلبات في أسعار الفائدة وارتفاع معدلات التضخم، مما يفرض ضغوطًا إضافية على ميزانيات الأسر، خاصة مع التحديات الاقتصادية الراهنة على الصعيدين الوطني والدولي.

وتظهر أحدث المعطيات الصادرة عن بنك المغرب أن مديونية الأسر المغربية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا حتى نهاية شتنبر 2024. وتشير البيانات إلى أن القروض السكنية بلغت قيمتها حوالي 250 مليار درهم، مسجلةً زيادة بنسبة 1.5% مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس نمو الطلب على التمويل السكني في ظل ارتفاع تكاليف العقار. في المقابل، ارتفعت قروض الاستهلاك إلى حوالي 60 مليار درهم، بزيادة سنوية تقدر بـ 1.1%، وتشمل هذه القروض تمويلات استهلاكية تهدف لتغطية احتياجات متنوعة مثل شراء الأجهزة المنزلية والسلع الأساسية.

أما التمويل التشاركي، لا سيما المرابحة العقارية الموجهة للإسكان، فقد شهد هو الآخر نموًا ملحوظًا، حيث بلغ إجمالي التمويل التشاركي للإسكان 23.8 مليار درهم، مقارنةً بـ 20.9 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس تزايد الطلب على هذا النوع من التمويل لتلبية احتياجات السكن.

وفقاً لهذه الأرقام، يتجاوز إجمالي مديونية الأسر المغربية نحو 330 مليار درهم، مما يعكس اعتماداً كبيراً على القروض لمواجهة الالتزامات المالية المتزايدة. يُعزى هذا الاتجاه إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار العقار، الأمر الذي جعل من القروض وسيلة رئيسية لتلبية متطلبات الحياة اليومية وامتلاك السكن.

تعتبر هذه المؤشرات انعكاساً للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، حيث أصبحت الأسر المغربية تعتمد بشكل متزايد على الاقتراض لمواجهة ضغوط مالية متزايدة. ورغم أن التمويل السكني والاستهلاكي يوفر السيولة الضرورية ويساهم في تحفيز النمو الاقتصادي، إلا أن الارتفاع المستمر في مستويات الدين يشكل تحدياً يتطلب مراقبة دقيقة من السلطات المالية لضمان استقرار الأسر وتجنب الآثار السلبية المحتملة على الاقتصاد المغربي، بما يضمن توازناً بين سهولة الوصول إلى التمويل واستقرار الأسر المالي في ظل التحولات الاقتصادية الجارية.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 22:29

عبد الحميد جماهري يكتب عن بوعلام صنصال .. البطل لم يخن نفسه

الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 21:40

عنف سائقي الطاكسيات هدد العلاقات المغربية الروسية والوكيل العام بالدار البيضاء يتحرك لاحتواء الأزمة

الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 20:08

الإعلان رسميا عن أول أيام شهر جمادى الآخرة لعام 1446 هجرية

الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 20:08

تحديات القطاع الصناعي بالمغرب: تفاوت الأداء وضعف التنافسية الخارجية يعيقان النمو المستدام

error: