منتدى اقتصادي مغربي-شيلي في سانتياغو يستعرض فرص الاستثمار والتبادل التجاري

ناقش منتدى اقتصادي نظم اليوم الأربعاء في إطار فعاليات “أسبوع المغرب بالشيلي”، فرص تعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات بين المغرب والشيلي. جمع الحدث، الذي أقيم بالعاصمة الشيلية سانتياغو، نحو أربعين رجل أعمال يمثلون قطاعات متنوعة مثل الطاقات المتجددة، البناء، التكنولوجيا، الفلاحة، والمنتجات التجميلية، بحضور مديرة الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية المغربية، نزهة الطاهر، وسفيرة المغرب بالشيلي، كنزة الغالي.

في كلمتها الافتتاحية، أكدت السفيرة كنزة الغالي أن المغرب يتمتع بشبكة واسعة من اتفاقيات التبادل الحر تشمل أوروبا والولايات المتحدة، مشددة على دور الاستقرار السياسي في تعزيز بيئة الأعمال بالمملكة. وأبرزت أن المغرب يُعد أول مستورد عربي وإفريقي للفواكه الجافة من الشيلي، مما يعكس إمكانات تطوير التبادل التجاري، خصوصًا عبر الأقاليم الجنوبية التي تمثل بوابة رئيسية للأسواق الإفريقية.

من جانبها، أوضحت نزهة الطاهر أن المنتدى يعكس التزام المغرب بتعزيز شراكته الاقتصادية مع الشيلي، داعية رجال الأعمال الشيلين لاستكشاف فرص الاستثمار في المملكة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة.

عبّر رجال الأعمال المشاركون عن اهتمامهم الكبير بالسوق المغربية. وقال غونزالو أوريارتي، رئيس مجلس إدارة شركة “AB Chile”، إن الوقت حان لتوقيع اتفاقيات التجارة الحرة وتجنب الازدواج الضريبي بين البلدين. وأشاد ميغيل كانالا إتشيفيريا، المدير العام لشركة “Frutos de Chile”، بالموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة نحو إفريقيا، فيما عبّر مارسيلو هيدالغو، ممثل شركة متخصصة في إصدار شهادات الحلال، عن تفاؤله بشأن تعزيز التعاون الثنائي عبر شراكات رابح-رابح.

قدّم الأكاديمي المغربي عبد الرزاق الهيري، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، عرضًا تفصيليًا حول ميثاق الاستثمار الجديد في المغرب، مبرزًا المزايا التي يقدمها للمستثمرين في قطاعات واعدة مثل الطاقات المتجددة، الصيد البحري، وتحلية المياه. وأشار إلى استقرار النظام المصرفي المغربي ومرونته، بالإضافة إلى الثقة الدولية التي اكتسبها المغرب من خلال احتضان اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش العام الماضي.

رغم الآفاق المشجعة، عبّر بعض المشاركين عن أسفهم لتأخر فرص الأعمال بسبب فرض الشيلي تأشيرات دخول على المواطنين المغاربة، ما يشكل عائقًا أمام تعزيز التبادلات التجارية. ومع ذلك، يظل المنتدى فرصة حقيقية لتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع تطلع مشترك لتطوير شراكات استراتيجية تخدم مصالح الطرفين.

ختامًا، يمثل هذا المنتدى خطوة إضافية في مسار تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب والشيلي، مع تسليط الضوء على الفرص الواعدة التي تتيحها الأقاليم الجنوبية للمغرب كمنصة للولوج إلى الأسواق الإفريقية، وتعزيز مكانة المملكة كشريك اقتصادي عالمي.