الفريق الاشتراكي يقيِّم الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء.. “الإنجازات والتحديات بعد عشر سنوات”…

يسرا سراج الدين الخميس 9 يناير 2025 - 19:29 l عدد الزيارات : 175463

في سياق التزامه بالقضايا الإنسانية والدولية، نظم الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان والمجلس المدني لمناهضة جميع أشكال التمييز، مساء اليوم الخميس 9 يناير 2025، لقاء دراسيا لتقييم الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي اعتمدها المغرب منذ 2014، بهدف الوقوف عند الإنجازات والتحديات التي واجهت المغرب في إدارة ملف الهجرة، خاصة مع تحوله من بلد عبور إلى بلد استقرار بفعل التطورات التي شهدها خلال السنوات الأخيرة.

وقد سلط رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة، عبد الرحيم شهيد، الضوء على تطورات هذه الاستراتيجية التي تشمل عدة محاور أساسية، مشيرا إلى أن المغرب قد حقق تقدما كبيرا في تحديث القوانين المتعلقة بالهجرة واللجوء، حيث تم إدخال تعديلات تهدف إلى إدماج المهاجرين وإيجاد حلول للقضايا التي تهمهم، موضحا أن هذه القوانين تم تكييفها مع الالتزامات الدولية للمملكة، بما يتماشى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي أقرها الدستور المغربي لعام 2011.

وأضاف شهيد أن المغرب، الذي كان في السابق نقطة عبور للمهاجرين من إفريقيا إلى أوروبا، قد أصبح الآن وجهة استقبال للمهاجرين، مشيرا إلى أن هذه التغيرات ستكون لها تبعات اقتصادية هامة في المستقبل القريب، حيث يُتوقع أن يشهد المغرب جذبا لرساميل كبيرة من دول متعددة مثل الصين، الولايات المتحدة، روسيا، وأوروبا، مما سيسهم في تحفيز الدينامية الاقتصادية.

وفي حديثه عن التحديات التي يواجهها المغرب في مجال الهجرة، أشار رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة إلى أن الهجرة أصبحت تشكل خطرًا فيما يتعلق بالجريمة المنظمة، مثل الإرهاب، تهريب البشر والأسلحة، مؤكدا أن التحدي يكمن في إيجاد سياسة تتوازن بين حماية أمن البلاد ومنح حقوق المهاجرين، مع احترام حقوق الإنسان، مضيفا أنه بعد تقييم ما تحقق في هذا المجال، ستوجه المعارضة رسالة إلى رئيس مجلس النواب لاقتراح تشكيل لجنة موضوعاتية لتقييم سياسة الهجرة في المغرب، حيث ستكون هذه اللجنة مسؤولة عن إجراء تقييم مؤسساتي للمسار الذي قطعته المملكة في هذا المجال، مشددا على أن النقاش الذي أُثير في هذا اليوم الدراسي سيثمر عن مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تُوجه إلى الجهات الحكومية المعنية، كما أكد أن الفريق الاشتراكي-المعارضة سيواصل العمل على هذه القضية من خلال طرح أسئلة ومبادرات تشريعية تساهم في تحسين سياسة الهجرة في المغرب.

بدورها أكدت عضو معهد بروميثيوس، ياسمين بوطيب، أن الهدف من هذا اللقاء هو تقييم حصيلة عشر سنوات على دخول الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء حيز التنفيذ في المغرب، موضحة أن المغرب، الذي كان في السابق نقطة عبور للمهاجرين، أصبح الآن وجهة استقرار للمهاجرين، وإن كان استقرارا مؤقتا، مشيرة إلى أن المغرب قد شهد منذ 2014 سياسة شاملة ومتعددة الأبعاد تتعلق بالمهاجرين وطالبي اللجوء، تستند إلى المبادئ الإنسانية.

وشددت بوطيب على أن هذا اللقاء يهدف إلى الوقوف عند أهم منجزات هذه الاستراتيجية، بالإضافة إلى التحديات التي ما زالت قائمة، خصوصا فيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين في البلاد، مذكرة بالتزام المغرب بأجندة 2030 للتنمية المستدامة وتحديات الهجرة التي تواجهه، بالإضافة إلى الفرص التي تمنحها هذه الهجرة، قبل أن تشير إلى أن المغرب هو طرف في مجموعة من الاتفاقيات الدولية لحماية المهاجرين والعمال المهاجرين، وكذلك مناهضة جميع أشكال التمييز العنصري، لتضيف قائلة: “حان الوقت لتقييم تجاوب المغرب مع هذه الاتفاقيات وقياس التحديات التي قد تواجهه، خاصة في ما يتعلق بالإطار التشريعي الذي يمكن أن يحمي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين”.

من جانبها، أكدت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي-المعارضة مليكة الزخنيني، على أن هذا اللقاء الدراسي يمثل فرصة هامة لتقييم عشر سنوات من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء في المغرب، مضيفة أن المملكة منذ تبنيها مقاربة جديدة للهجرة في 2014، شهدت تحولات كبيرة على المستوى الدولي والتاريخي، وذلك في ضوء موقعها الجغرافي الذي يجعلها مركزا رئيسيا في قضية الهجرة، قبل أن تشير إلى أن النغرب في إطار التزاماته الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة تلك المتعلقة بالمهاجرين والعمال المهاجرين وأسرهم، قام بتعديل قوانينه الوطنية لملاءمتها مع هذه الالتزامات، لتضيف قائلة: “من الضروري اليوم، بعد مرور عشرة سنوات على تطبيق الاستراتيجية، أن نقيم التجربة بشكل شامل، من خلال النظر في نقاط قوتها وضعفها، وتحديد التحديات التي ما زالت قائمة، من أجل إيجاد الحلول اللازمة.. عشر سنوات هي فترة كافية لتقييم هذه التجربة، سواء  إيجابيًا أو سلبيا، والعمل على معالجة أي ثغرات قد تطرأ في المستقبل.”

وتناولت الندوة التي نظمتها المعارضة الاتحادية بالتعاون مع معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، الإنجازات والتحديات المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، خيث افتتحت بكلمات رئيسية من ممثلي الفريق الاشتراكي ووزارة العدل ومعهد بروميثيوس، حيث تم التأكيد على التزام المغرب بتعزيز حقوق المهاجرين ومواءمة سياساته مع المعايير الدولية، حيث تطرق المحور الأول من الندوة الذي أدارته ملكية الزخنين إلى حصيلة تنفيذ الاستراتيجية، كما تم تسليط الضوء على الإنجازات في مجال الإطار القانوني وآليات الاستقبال، فضلا عن برامج الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، بمشاركة خبراء وممثلي مؤسسات حكومية ومنظمات دولية مثل محمد المكوتي، عبد الرفيع حمضي، وفرانسوا رايبيت ديفات ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

أما المحور الثاني، فقد تناول التحديات المتعلقة بالموارد المالية والبشرية، والتوعية، والتعاون الدولي، مع تقديم اقتراحات لتعزيز الحوار الثقافي بين المهاجرين والمجتمع المضيف، وأدار الجلسة أنس الزاوي، وشارك فيها عدد من الخبراء والجمعويين مثل هشام الراشدي وعبد السلام أمختاري.

وأكد المشاركون أن الاستراتيجية المغربية تستند إلى رؤية ملكية تسعى لحماية حقوق المهاجرين وتعزيز إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي، مع الالتزام بالمعايير الدولية، ومنها اتفاقية حقوق العمال المهاجرين. وأبرزت المناقشات الإنجازات المحققة على صعيد تحسين التشريعات الوطنية، وتعزيز الاندماج السوسيو-اقتصادي للمهاجرين، ومواكبة أهداف التنمية المستدامة. كما تم التأكيد على أن الهجرة، سواء كانت عبورًا أو استقرارًا، تشكل فرصة اقتصادية للمغرب لتعزيز مكانته كجسر للتعاون الدولي.

ورغم هذه الإنجازات سلطت المداخلات الضوء على تحديات رئيسية تواجه إدارة ملف الهجرة، مثل ضعف التعاون مع دول المنشأ والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تتحملها بلدان الاستقبال، كما نُوقشت الحاجة إلى تعزيز المطار التشريعي وضمان توافقه مع الاتفاقيات الدولية، بما يكفل حماية أكبر لحقوق المهاجرين.

واختُتم اللقاء بالدعوة إلى تعزيز الجهود التشاركية بين الحكومة والمجتمع المدني، وتقديم توصيات عملية لتحسين الاستراتيجية الوطنية للهجرة، حيث أكد المشاركون أن هذا التقييم يعد خطوة مهمة لتحديد نقاط القوة والضعف، بما يضمن استمرار المغرب في لعب دوره الإقليمي والدولي كبلد منفتح على قضايا الهجرة وحقوق الإنسان.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 7 فبراير 2025 - 13:09

تحديد مدارات الحماية حول منشآت جلب الماء للتغذية العمومية

الجمعة 7 فبراير 2025 - 11:30

مجلس النواب يختتم دورته الأولى الثلاثاء المقبل…

الجمعة 7 فبراير 2025 - 11:15

الفريق الاشتراكي يقترح تعديلا على مدونة السير لإنهاء الجدل حول مخالفات أضواء المركبات…

الجمعة 7 فبراير 2025 - 11:04

عقوبات أمريكية ضد المحكمة الجنائية…

error: