سياقات الهدنة الحالية بين الفلسطينيين واسرائيل متعددة والسؤال المطروح هو من سيحكم غزة بعد الاتفاق؟

الحاج درباني السبت 18 يناير 2025 - 14:22 l عدد الزيارات : 23476

قال الأستاذ عبد الحميد جماهري ، المحلل السياسي ومدير جريدة الاتحاد الاشتراكي، عند حلوله ضيفا على نشرة المسائية بالقناة الثانية يوم الأربعاء 15 يناير 2025 أن سياقات الهدنة الحالية بين الفلسطينيين واسرائيل متعددة فهناك سياقات ثنائية فلسطينية اسرائيلية ، وهناك سياقات إقليمية ، وهناك كذلك سياقات حربية، والتي فيها المواجهات والتقتيل والإبادة إلى آخره … ، وهناك كذلك سياقات ديبلوماسية .

وأشار كذلك الاستاذ عبد الحميد جماهري، إلى أن الاتفاق كان مطلبا دوليا، إنسانيا ، أخلاقيا، فهو بكل أبعاده هذه يصير اتفاقا للضمير العالمي ينبغي أن يحظى بالأولوية ، فيجب إيقاف الحرب حتى تصبح الحياة ممكنة ، وأيضا لكي تسير الحياة نحو ما يريده المجتمع.

ومن الأشياء الملفتة للنظر بخصوص اتفاق الهدنة رد فعل الفلسطينيين الذي يدل على قوة الاتفاق، رغم أن الكثير من تفاصيله لم تعرف بعد.

وتحدث كذلك عبد الحميد جماهري عن المحطات الأخيرة من مسار التفاوض وخص بالذكر ما بعد نونبر 2023 :                                              حيث ذكر باحتضان باريس لاجتماعين للتفاوض في يناير وفبراير 2024، حيث حضر في هذه اللقاءات كل من مصر والطرف الاسرائيلي وقطر والولايات المتحدة.

كما احتضنت القاهرة ما لا يقل عن اجتماعين أساسيين .  وكذا احتضنت الدوحة لقائين للتفاوض ، ويعتبر أهم ما ميز لقاءات الدوحة هو تهديد هذه الأخيرة بوقف الوساطة، لأن بعض الأطراف لا تظهر رغبة صادقة في الالتزام  بمقتضيات التفاوض .                                                       وكان أهم شيء هو اقتراح بايدن في 31 ماي 2024 والذي أصبح مقترحا دوليا بمقتضى القرار 27 ـ 35 ، لكن للأسف كان ممكن ربح الوقت في هذه الفترة، والحقيقة أننا لا يمكن أن نستعمل لو في منطق الحرب .

ولا ينبغي أن ننسى أن هناك فاعل مهم كذلك هو ما يحدث في المحيط السياسي الإقليمي، ومنه فك الارتباط ما بين ملف غزة وملف لبنان، وتوصل الطرف اللبناني إلى هدنة مع اسرائيل ، كما عرفت لبنان كذلك انتخابات رئاسية لاختيار الرئيس، مما ساهم في قيام جنينية الدولة في لبنان.

أيضا سقوط بشار الأسد في سوريا  وتراجع إيران عن رهاناتها الاقليمية وكل هذه الشروط الاقليمية ساهمت في خروج العالم من شبح الحرب والحريق الشامل .

لكن كان لا بد أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض ، وكان لابد أن يهدد بجحيم فوق الجحيم الذي كان يكتوي بلظاه الفلسطينيون .

وأشار المحلل السياسي للقناة الثانية عبد الحميد جماهري وأثناء تطرقه لانعكاسات اتفاق ايقاف الحرب قائلا: أول شيء سنربحه هو خروج المنطقة من خطر الحريق الشامل الذي كان وشيكا، خاصة وأن هذه الحرب عرفت امتدادات واسعة شملت سبع جبهات للحرب والنزاع، أي أن الاتفاق سيجعلنا  نمر إلى منطق شبه استقرار.

وهنا يطرح سؤال مهم، وهو : من سيحكم غزة بعد الاتفاق؟ هل ستحكمها حماس؟ أم السلطة الفلسطينية؟ أم ستحكمها قوى دولية؟ 

فعدم معرفة الجواب المحدد على هذا السؤال يجعل ملامح المدى المتوسط  غير واضحة .

أما ملامح المدى البعيد، فهناك سؤال مركزي يقول: هل كل هذه التضحيات وكل هذه الحروب والحرائق ستفضي إلى مسلسل سياسي حقيقي يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما يدعو المغرب لذلك باستمرار ؟؟؟

لأنه إذا كانت كل هذه التضحيات لن تفضي إلى تدشين مسلسل وحل سياسي فهذا يعني أن كل الجهود تضيع ولا نجني منها إلا العبث ( أي جهود بدون هدف ولا قصد)، مما يجعلنا نرجع إلى نقطة الصفر مع عد القتلى والشهداء وكذا الأعداد الكبيرة من القيادات لحماس ولغير حماس . 

وفي ختام اللقاء خلص الأستاذ جماهري إلى أن هذه الأوضاع تتطلب استشرافا للمستقبل لإخراج منطقة الشرق الأوسط من هذا الوضع الموبوء ولن يتأتى ذلك إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة لأنها كما قال محمود درويش هي سرة الصراع وبها تكون نهاية النزاع في المنطقة وفي العالم أيضا .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 7 فبراير 2025 - 16:00

رؤساء برلمانات بلدان إفريقية يثمنون المبادرة الأطلسية لجلالة الملك…

الجمعة 7 فبراير 2025 - 15:55

موريتانيا تتيح للسائقين المهنيين المغاربة الحصول على تأشيرة دخول متعدد…

الجمعة 7 فبراير 2025 - 15:51

تغييرات جديدة في إجراءات مواعيد التأشيرة الأمريكية للمغاربة…

الجمعة 7 فبراير 2025 - 15:33

خطير فيديو متداول …اختطاف امرأة مسنة بسيدي بنور من طرف مجهولين

error: