إلى من قال جهرا “كلنا إسرائيليون” وقت تدمير غزة

87٬636

عبد الرحيم الراوي

هو مجرد سؤال فقط، يحتاج إلى جواب واضح وصريح.. ماذا تبقى من كلام لدى السياسيين والمحللين المدافعين عن القتلة، بعد قصف مستشفى المعمداني.. والآن، ماذا يقول الإعلام الغربي الذي تحول إلى بوق يدافع عن الفاشية ويتبجح بقوة “التساهل” وعتادهم العسكري؟ ورغم المجزرة، هل مازال يبحث هذا الإعلام عن عبارات وجمل من حوله ليبرر بها قتل الأبرياء؟ هل سيردد مرة أخرى روايته التي بات الكل يحفظها عن ظهر قلب.. هل المستشفى الذي تم قصفه كان بداخله عناصر من حماس والجهاد الإسلامي؟ أم أن الأسلحة المستوردة من بلاد الفرس كانت مخبـأة داخل مستودع الأموات؟ أم ..

هو مجرد سؤال فقط، يحتاج إلى جواب واضح وصريح.. هل قتل الأطفال والنساء والشيوخ بالمستشفى المعمداني سيساهم في القضاء على حركة حماس؟ أم أن مصدره جنون العدو الذي أصيب بالعمى بسبب الحقد والكراهية، ولم يعد يؤمن ببقائه منتشيا فوق أرض تتبرأ منه إلا بعد ارتكاب الفظاعات؟ أم أن ذبح الحمام وقتل السلام، أصبح أمرا اعتياديا مادمنا فقدنا نور العقل والحكمة في عالم يغرق يوما بعد يوم في الظلام؟

ما يقع الآن بغزة، يفوق كل التصورات ويتجاوز كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية ، ويذكر بما قامت به إسرائيل منذ 1948، من تنكيل وتهجير وفظاعات إنسانية لن ينساها التاريخ.

مثير للاستغراب والشفقة في نفس الوقت، عندما نرى مثقفين وإعلاميين من أبناء جلدتنا، ينكرون هذا التاريخ ويحاولون إضفاء الشرعية على القتل والجرائم ضد الإنسانية، بذريعة أن “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن النفس وفق القانون الدولي” فارتادوا البذلة السوداء واعلنوا انضمامهم إلى هيئة دفاع الجلاد، ليفتحوا جبهة تدافع بالأقلام والحناجر عن جرائم حرب قذرة، لا تميز بين البشر والحيوان والشجر.. وباعوا أنفسهم بثمن بخس.

هو مجرد سؤال فقط، يحتاج إلى جواب واضح وصريح.. إلى من قال في وقت الدمار وبكاء الأطفال وعويل النساء “كلنا إسرائيليون” هل تعلم أنك فضلت بعد عمر طويل ومسار حافل بالعلم والمعرفة والشهرة.. أن تصبح في نهاية المطاف جاهلا وكلبا محبوبا، بدلا من منتقد محترم .. انتهى الكلام

 

error: